العدد: 9432
الثلاثاء : 24-9-2019
استكمالاً للمشروع الاستثنائي لقسم الميكاترونيك بجامعة تشرين والذي بدأ العام الماضي بمنّصة تدريبية مخبرية كانت بمثابة مجّسم عملي متكامل لمصنع كهربائي، يتابع اليوم هذا القسم تجربته المتميزة الثانية من خلال عدة لوحات مخبرية لمادة PLC (المتحكمات المنطقية القابلة للبرمجة) كانت لنا زيارة للقسم لنتعرف أكثر على هذا المشروع وأهميته.
البداية كانت مع د. محسن داؤود أستاذ المقرر والمشرف على المشروع الذي قال: تابع قسم الميكاترونيك سيره باتجاه العمل على منصات مخبرية أو لوحات يمكن استخدامها كمخبر يغطي مفردات مقرر PLC المتحكمات المنطقية القابلة للبرمجة لطلاب السنة الرابعة لطلاب الميكاترونيك، وتم تنفيذ هذه المنّصات كمشروع فصلي لطلاب السنة الثالثة بإشراف مجموعة من المهندسين ويأتي على رأسهم المهندس أحمد زبيدي وهو طالب ماجستير أيضاً في القسم.
وبتضافر الجهود تمّ العمل على 6 لوحات تخصصت كل لوحة عبر المجموعة المنفذة بتجربتين أي أنه حصلنا على ما مجموعه 12 تجربة تغطي عملي المقرر على كامل الفصل وهو ما لم يكن موجوداً في السنوات السابقة حيث كانت المخابر تفتقر لمثل هذه المنصّات.
ما يميز هذه التجربة هي أن جميع الخبرات التي نفذت هذا المخبر هي خبرات أساتذة ومهندسي القسم وطلاب السنة الثالثة وإشارة مهمة أريد أن أذكرها إن هذا المخبر لم يكلف الجامعة أية نفقات مادية باستثناء وحدات PLC التي كانت موجودة في المخبر من أيام الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (الجايكا).
وقفة ثانية مع الدكتور محمد ديوب رئيس قسم الميكاترونيك الذي قال: منذ تسلمي منذ سنتين تقريباً وضعت هدفاً لتطوير بعض التجهيزات المخبرية وإحداث تجهيزات جديدة لإفادة طلاب الميكاترونيك بشكل خاص ورفع نسبة التعليم التطبيقي مقارنة بما كان سابقاً حيث كان غالباً ما يقتصر على التعليم النظري، وأحب أن أنوه أن هذا المشروع الجديد (مخبرPLC) كله بجهود طلبتنا في قسم الميكاترونيك وطلاب السنة الثالثة والخامسة، البداية كانت مع منصة التحكم وهي فكرة بدأناها مع الطالب أحمد زبيدي الذي أصبح الآن مهندساً وطالب ماجستير، واشتركنا فيها بمعرض الهمك السنوي ولاقت استحساناً كبيراً حيث كانت عبارة عن نموذج محاكاة للمعامل الحديثة الموجودة في سورية.
واليوم جاءت الخطوة الثانية لمنصات PLC والتي ستعرف الطلاب على جانب عملي ضروري جداً لحياتهم المهنية بعد التخرج وتأهلهم للخبرة المطلوبة كمهندسين في سوق العمل المعاصر.
أما الوقفة الثالثة فكانت مع د. رامي منصور(عميد كلية الهمك) ليحدثنا عن أهمية المشروع وكيف تم تقديم الدعم له: بداية أحب أن أشكر كل من تعب وخطط ونفذ ودعم لنحصل على مخبر متميز يجسد لحالة إبداع جمعت فن التصميم مع الهندسة وأعتبره تجربة رائدة أنجزت بإشراف علمي وبأيدي طلاب متميزين وتميزهم أعطاني من البداية دافعاً كي أمول المشروع وبموافقة ودعم رئاسة الجامعة طبعاً ضمن الحدود المتاحة، واليوم بعد إنجاز المشروع الذي يضم مجموعة مخابر لمنصة واحدة أو منصات متفرقة تخدم الأفكار النظرية لفرع أو اختصاصات تطبيقية لكلية الهمك ولقسم الميكاترونيك خاصة.
هذه التجربة يمكن تعميمها على كافة المراكز التدريبية في المعاهد الصناعية ويمكن الاستفادة منها في إجراء دورات للمصانع الحكومية التي تهتم في هذا المجال (مجال التحكم والأتمتة الصناعية).
وتعتبر هذه التجربة خطوة هامة على طريق تعزيز الجانب العملي التطبيقي، لطلاب كلية الهمك لينخرطوا بمجالات العمل على الواقع مسلحين بكفاءة وخبرة تؤهلهم ليبرزوا بحياتهم المهنية ويكونوا مهندسين أصحاب معرفة حقيقية وليس فقط معرفة نظرية، وكعمادة نسعى دوماً إلى التطوير وتقديم الأفضل للكلية وللطلاب بهدف إبراز دور الكلية في المجتمع وإبراز القدرة التي يمتلكها طالب كلية الهمك لإنجاز مثل تلك المشاريع، ونحن على استعداد لاستقبال كل الأفكار عبر خطط ودراسات أولية ودعم كل الأفكار والمشروعات المستقبلية المميزة التي تعود بالنفع على الكلية وطلابها والتي من شأنها رفع السوية المعرفية والعلمية والخبراتية للكلية والتي سيتم دعمها من قبل رئاسة الجامعة ضمن الإمكانات المتاحة.
وقفة مع المهندس أحمد الزبيدي طالب ماجستير في قسم الميكاترونيك ومنفذ المشروع بالتعاون مع الطلاب قال: المنصات تشمل نموذج لإقلاع ناعم للمحركات وتنظيم سرعتها ونموذج التعبئة والتفريغ ومنصات تدريب PLC جاءت فكرة منصات PLC على خلفية الخطوة الأولى التي بدأناها وهي منصة الأتمتة الصناعية والتي كانت بمثابة خطوة أولى لتحقيق طموحاتي وأفكاري، واليوم نكمل السير على هذا الطريق منطلقين أيضاً من حاجتنا في الميكاترونيك لتزويد المخابر بالمتطلبات العملية التطبيقية التي تفتقر مخابرنا لها.
وهنا أحب أن أتوجه بالشكر لعميد كلية الهمك د. رامي منصور الذي قدّم لنا كل الدعم بالتعاون مع رئاسة الجامعة وللدكتور محمد ديوب رئيس قسم الميكاترونيك الذي كان بمثابة قائد فريق العمل الأساسي الذي أطلق لنا حرية التصرف ولن أنسى شكر د. محسن داؤود مدّرس المقرر وجميع الطلبة الذين لولا تعاونهم أيضاً لكانت مسؤوليتي أصعب.
ومع المشارك في تنفيذ المشروع علي جهاد خير بك سنة رابعة ميكاترونيك: الهدف الأساسي من هذه التجربة الفريدة والمميزة كان تطوير قسم الميكاترونيك وجعله عملياً أكثر منه نظرياً، كون الحاجة الشديدة للمعدات التي تفتقرها مخابر الميكاترونيك والمخبر بشكل عام يخدم أيضاً الأفرع الأخرى في الهمك كهندسة الطاقة الكهربائية والحاسبات والتحكم الآلي إلا أنه بشكل خاص كنا كأسرة وثقنا ببعضنا وبدأ العمل ونفذت المنصات وتحقق جزء من حلم كبير في تحقيق المزيد من الخدمات لقسم الميكاترونيك خاصة ولكليات الهمك عامة، ونتمنى المزيد من المشروعات الناجحة في المستقبل القريب، التي يجب أن تلقى الدعم كما لاقى مشروع مخبر PLC الدعم من الجميع.
مهى الشريقي