هل من ســبيل للتخلـــص من الــروتين وتجديد حياتنــا؟

العـــــدد 9431

الإثنـــــين 23 أيلــــول 2019

 

لنا محاولة في تجديد أنفسنا إن كنا نقدر على التخلص من الروتين الذي يتحكم بأسلوب حياتنا سواء أردنا ذلك أم لا، ويقتل نفوسنا ويخنقنا ويمنع عنا التفكير والتجديد، ولا نستطيع أن نلوم الروتين وحده الذي يتفشى بأطر حياتنا، فنحن نصنع ما بأنفسنا، ونملك الخيار الأول والأخير في تقبل الحياة تحت ظل عادات تمكنت منا وتملكتنا، فكيف لنا التخلص منه؟
الآنسة عفراء العلي، علم نفس أشارت إلى أنه إذا أردنا تجديد حياتنا علينا المحاولة في التخلص من الروتين وتغيير أسلوبنا فيها كلما سنحت الفرصة لذلك وحان وقتها، فقالت: إن الطاقات والقدرات التي يتمتع بها كل شخص هائلة جداً، ويشبهها البعض من العلماء بمكتبة فيها الملايين من الكتب ولم يقرأ ما يتجاوز 5% ، أما الجزء الكبير المتبقي يكسوه الغبار، لذلك نرى أحدنا أحياناً يفاجأ بطاقاته وقدراته ولا يتوقع من نفسه أنه قادر على إنجاز عمل يتميز بالإبداع، وإن هذه الطاقات والقدرات التي نتمتع بها ليست دائماً معدة للانطلاق لتصنع بنا ونصنع بها ما نريده لأنفسنا، وهي تظل كامنة وخامدة داخلنا لأن ظروف حياتنا وعملنا لم تتطلب خروجها من مخابئها، ولأجل ذلك فإن اكتشاف هذه القدرات والمواهب لا تترك لظروف الحياة التي نعيشها، ولا بد لنا من البحث عنها كل حين وفي كل مناسبة تتاح لنا إلى آخر يوم في حياتنا، وما الكتاب الذي نختاره نحن ولا يفرض علينا إلا وسيلتنا الأكيدة لاكتشاف هذه القدرات المشبعين بها.
إن الكتاب هو أقدم مدرسة تعلم فيها الإنسان، وقد كان أديسون تلميذاً خائباً في طفولته ولم يتخرج من الجامعة لكنه كان يعشق كتب العلوم والهندسة واستطاع أن يكتشف نفسه والطاقات الكامنة فيها، ليقدم للبشرية اختراعاته التي خلدت اسمه.
إضافة للكتب هناك الرحلات والسفر وهي من أهم العوامل التي تساعدنا على التخلص من روتين الحياة، يقول الفيلسوف ايمرسون (إن الحبّ هو السلاح الوحيد الذي يستطيع أن يحمله كل رجل وامرأة وطفل لقتل هذا العدو المتربص بهم ألا وهو الملل، ذلك الشعور لذي ينمو حتى يصبح غولاً نتيجة لروتين الحياة الذي لا يتغير، ولا شيء يقضي على الشعور بعزلة النفس وقسوة الحياة سوى الحب الذي نحمله في صدورنا للناس، كل الناس)
إن أسلوبنا في الحياة هو سلسلة من العادات التي تمكنت منا فصرنا عبداً لها، وعندما نتحرر من الحياة التي ألفناها ومن العادات التي ترسبت في نفوسنا وسيطرت على حياتنا ندرك حينها ولأول مرة أبعاد هذا السجن الذي كنا نحبس فيه أنفسنا ونسجنا لأنفسنا حبال العنكبوت التي تعلقنا بها.
علينا أن نتغير ونكتشف ما بأنفسنا من قدرات لم نكن نعلم بوجودها من قبل، ولو تأملنا حياة المبدعين في شتى المجالات لوجدنا أهم صفة فيهم هي حب الاستطلاع والرغبة في التقصي والاكتشاف فقد سئموا الرتابة التي تقتل الإبداع، فكانت أعمالهم تميل للتفكير المغامر والاستقلالية في التفكير والعمل.
إن الرغبة بالتجديد تضعنا أمام مهمة تربوية لتطوير الإبداع عند أطفالنا متمثلة بتنمية حب الاستطلاع لديهم وتحريرهم من الخوف والفشل والنظرة الإيجابية له، فمن الممكن تحويل هذا الفشل إلى موقف تعليمي جيد ونشجع أطفالنا على التخيل بشكل واقعي وندفعهم للاختلاط مع الأشخاص المبدعين ونشجع مبادراتهم الفردية ونهيئ لهم فرص الإبداع من خلال توفير العدل الذي يتصف بالأخذ والعطاء، وتشجيع الأسئلة المنطقية المثيرة للتفكير، وإتاحة الفرص لمشاركة طلبتنا في عمليات الحوار وتشجيع إجاباتهم وتعزيزها.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار