العدد: 9290
12-2-2019
حرب باردة ثقافية لتدمير الثقافة والحضارة العربية، وقطع أوصال الوحدة القومية وتكريس الانغلاق والانغماس في الذات عبر قنوات تبثّ الانحطاط الأخلاقي كي ننقاد وراء ما تصدّره إلينا دول الرعب والموت والحقد لجعلنا عرباً بهوية مزورة الانتماء بكل معنى، واستهلاكنا كشعوب مستلبة العقول يضخون فيها ما هَبَّ ودبَّ من سموم.
العولمة شباك عنكبوتي أحاط بنا عن طريق تكنولوجيا عارية، مكشوفة الأهداف تحولت إلى وحش ينهش إنسانيتنا ويُفسد أجيالنا، سيما وأن العالم الغربي لا يرانا إلا في المعاني المعكوسة والدور المقلوب، وابتكر طرقاً عديدة لمحو ملامح الإنسان العربي وتسطيح عقله ونشر قيم الاستهلاك والموضة الخالية من أية قيمة أو سعادة حقيقية، لخلق معاناة إضافية للناس تدفعهم للانحراف والحصول على ما يريدون بأيّ طريقة ممكنة، ولو كانت غير مشروعة.
نحن العرب لم نعد نخاف من بريتني سبيرز، ولا باريس هيلتون وخلاعتهما وانحرافهما فلدينا مُنْتَج محلّي يزيدهم قبحاً وبشاعة وسطوة، ممن تعرّضن لعملية فلترة مكثفة لإخفاء قبحهن وتشويه أجسادهن بطرق بالونية مضحكة، فنانات بمواهب شحيحة ومضمون مبتذل وأصوات ناشزة تعتمد على الإثارة الرخيصة يتمايل على (نعيقها) الحضور، وموسيقا صاخبة لا تُطرب الأسماع ولا تغذي الأرواح.
الغرب الاستعماري يدير ظهره لمآسينا ويجحظ عيونه وكاميراته لمخازينا واستفزاز أنظارنا بكل ما هو آسن وفاضح، الصورة الهادفة المسمومة قوة خفية تتسلل إلى مجتمعاتنا العربية بقدرة تأثيرية هائلة على عقول الكبار والصغار للسيطرة علينا واحتلال أرضنا وابتلاع خيراتنا وبدلاً من ازدياد المعرفة والوعي، تزداد التعمية والعنف، وبدلاً من الحلول الجذرية الشافية لكوارثنا، يقدمون لنا المساعدات السامّة والمسمومة والأمنيات المعسولة التي لا تغني ولا تثمن من جوع.
الثقافة هي خط الدفاع الأول والأخير عن الإنسان والإنسانية والحضارة وهي الوجع الأنقى والنشاط الأسمى للإنسان، إذا سقط استُبيحَ المجتمع والأرض والمقدرات دون جحافل أو حرب أو غزو، هذه الصور والمشاهد وما آلت إليه أحوال العالم الثالث دفعت الكاتب المكسيكي الشهير غير موفاوانلي أن يتوقف عن متابعة ما يعرض وما يبث في العالم المتمدن، وأن يُقلع عن الاستماع إلى نشرات الأخبار ومشاهدة التلفاز وقراءة الصحف، فشعر بالراحة وتبين أن فهمه زاد واتسع وكتب غاضباً: (مما يدعو إلى الريبة أن منابر المعرفة والمعلومات هي منابر متّسخة ويملكها أناس لا أثق بهم، لا بنزاهتهم، بحيادهم، ولن أسمح لهم أن يتحكموا بما ينبغي أن أعرفه، وما ينبغي أن أجهله).
العولمة شباك عنكبوتي أحاط بنا عن طريق تكنولوجيا عارية، مكشوفة الأهداف تحولت إلى وحش ينهش إنسانيتنا ويُفسد أجيالنا، سيما وأن العالم الغربي لا يرانا إلا في المعاني المعكوسة والدور المقلوب، وابتكر طرقاً عديدة لمحو ملامح الإنسان العربي وتسطيح عقله ونشر قيم الاستهلاك والموضة الخالية من أية قيمة أو سعادة حقيقية، لخلق معاناة إضافية للناس تدفعهم للانحراف والحصول على ما يريدون بأيّ طريقة ممكنة، ولو كانت غير مشروعة.
نحن العرب لم نعد نخاف من بريتني سبيرز، ولا باريس هيلتون وخلاعتهما وانحرافهما فلدينا مُنْتَج محلّي يزيدهم قبحاً وبشاعة وسطوة، ممن تعرّضن لعملية فلترة مكثفة لإخفاء قبحهن وتشويه أجسادهن بطرق بالونية مضحكة، فنانات بمواهب شحيحة ومضمون مبتذل وأصوات ناشزة تعتمد على الإثارة الرخيصة يتمايل على (نعيقها) الحضور، وموسيقا صاخبة لا تُطرب الأسماع ولا تغذي الأرواح.
الغرب الاستعماري يدير ظهره لمآسينا ويجحظ عيونه وكاميراته لمخازينا واستفزاز أنظارنا بكل ما هو آسن وفاضح، الصورة الهادفة المسمومة قوة خفية تتسلل إلى مجتمعاتنا العربية بقدرة تأثيرية هائلة على عقول الكبار والصغار للسيطرة علينا واحتلال أرضنا وابتلاع خيراتنا وبدلاً من ازدياد المعرفة والوعي، تزداد التعمية والعنف، وبدلاً من الحلول الجذرية الشافية لكوارثنا، يقدمون لنا المساعدات السامّة والمسمومة والأمنيات المعسولة التي لا تغني ولا تثمن من جوع.
الثقافة هي خط الدفاع الأول والأخير عن الإنسان والإنسانية والحضارة وهي الوجع الأنقى والنشاط الأسمى للإنسان، إذا سقط استُبيحَ المجتمع والأرض والمقدرات دون جحافل أو حرب أو غزو، هذه الصور والمشاهد وما آلت إليه أحوال العالم الثالث دفعت الكاتب المكسيكي الشهير غير موفاوانلي أن يتوقف عن متابعة ما يعرض وما يبث في العالم المتمدن، وأن يُقلع عن الاستماع إلى نشرات الأخبار ومشاهدة التلفاز وقراءة الصحف، فشعر بالراحة وتبين أن فهمه زاد واتسع وكتب غاضباً: (مما يدعو إلى الريبة أن منابر المعرفة والمعلومات هي منابر متّسخة ويملكها أناس لا أثق بهم، لا بنزاهتهم، بحيادهم، ولن أسمح لهم أن يتحكموا بما ينبغي أن أعرفه، وما ينبغي أن أجهله).
نعمان إبراهيم حميشة