العدد: 9290
12-2-2019
إنَّ تراجع حضور النقد الأدبي، ودور الناقد الأدبي، فسح المجال لبعض الرؤوس بالبروز على ساحة المشهد الثقافي، والادعاء بشتى الألقاب الأدبية والثقافية وبعضها قدَّم نفسه وطرح ذاته بدرجات ومراتب علمية وهي لاتزال على الدرجات الأولى في سلُّم ألف باء البحث والكتابة.
كثيرة الكمّ، قليلة النوع تلك الأعمال والمجموعات التي تصدر تباعاً تحت مسمَّى (شعر أو قصة أو رواية أو..) وينقصها الكثير من عناصر القصّ أو الحدث الروائي أو امتلاك صاحبها أدوات الكتابة الشعرية أو التعبيرية.
كما يلزم هذه الأعمال والدراسات فعل النقد من بحث وفحص وشرح وتعليق وحكم أدبي عليها قبل طرحها ونشرها على الجمهور القارىء أو المتابع، وذلك لما يتطلب القائم بعملية النقد من سعة الاطلاع والخبرة والثقافة وإمكانية إذكاء الإحساس بالجذب والجمال في نفوس القراء، بأن يحرّضهم ويحثّهم على تنمية ثروتهم الفكرية وأفقهم الثقافي.. وعليه فالناقد الأدبي مُلزم بالعمل الموضوعي والحيادي، وأيضاً تجنب أسلوب الإعلان التجاري في نقده، بعيداً عن المحاباة والمجاملة والأفق الضيق.
يتناول الناقد العمل المطلوب نقداً من ناحية الكمّ والكيف أي محتوى الكتاب وطريقة عرضه، وذلك من خلال إعطاء القارىء فكرة عامة عن العمل الأدبي ثم تقديمه من حيث أهدافه والإشارة إلى عناصره ومنهجه وبعد ذلك تلخيص محتويات العمل الأدبي بما يقدم ويعطي تقييماً إجمالياً وإشارة إلى العمل الأدبي المطروح بشكل عام للوصول إلى نتاج موضوعي مستوفٍ شروطه وعناصره وبعرض منطقي واضح يحمل أهدافاً منشودة ويرفع آراء فكرية بنّاءة.
بسام نوفل هيفا