وعند الرجــــال أيضـــاً.. ســـن اليأس مـــرض فكيف نعالجـــه

العدد: 9428

الأربعاء:18-9-2019

 


بعد أن يتجاوز الأربعين تشتكي زوجته من خروجه المستمر بداعي نكدها لملاقاة الأصدقاء، وقد يصاب بالزهو ويبدأ بالتصابي وادعاء الشباب ويبحث بين النساء عن علاقات وصداقات ويقول (إنها جهلة الأربعين) فهل هذا صحيح؟

السيد مروان الحكيم، علم نفس أشار إلى بعض الدراسات التي أكدت بأن الرجل يصاب أيضاً بسن اليأس في الأربعين من عمره وقد يتأخر بضع سنين، ويختلف تماماً عن سن يأس المرأة الذي سببه خلل في الهرمونات، لذلك اعتبره الأطباء وعلماء النفس مرضاً نفسياً .

وأعراض سن اليأس عند الرجل تبدأ وقد لا يهتم بها بداية، فهي مجرد بعض حالات الأرق والنوم غير المنتظم، وتتطور بنوبات قلق على صحته وغيرها في المال وأوجه الحياة، وبعدها تأتي مرحلة الكسل أو الشعور بالتعاسة مما يدفعه للانسحاب من أنشطته والرياضة التي كان يمارسها، والبعض الآخر يتجه للخروج المستمر مع الأصدقاء في محاولة منه للهروب من جحيم الزوجة كما يطلق عليها الرجل ومشاجرات الأولاد، فتقع المرأة وحدها ضحية هذا الاعتقاد.
ويؤكد خبراء علم النفس أن هذه المرحلة الخطيرة التي تصيب الرجل تختلف مظاهرها من شخص لآخر، البعض منهم يصاب بحالة من الزهو والبعض الآخر يصاب بحالة من الانطفاء، وفي كلتا الحالتين قد تتسبب في شرخ كبير في العلاقة الزوجية تؤدي لاندفاعه إلى أحضان امرأة أخرى وتحطيم بنيان أسرته، لذلك ينصح خبراء علم النفس الزوجة بتفهم هذه المرحلة الحرجة في حياة زوجها، وتحاول الاستماع إليه وتبرير تصرفاته وامتصاص سلبياته، ونفي ما يأتي عليه حتى لا تجرح مشاعره أو تستفزه وتدفعه بذلك لارتكاب المزيد من الأخطاء التي تأتي على هدم بيتها.
وتختلف أعراض سن اليأس جذرياً من رجل لآخر لذلك يجب أن تقوم المرأة بدور المراقب المتزن وتتعامل معه كما تتعامل مع طفل يحتاج الرعاية والعناية فهي حالة نفسية نتيجة انعدام الشعور بالأمان، والخوف من اقتراب مرحلة الشيخوخة وبدئه التفكير بالموت، هذا الشعور يعزز الهزيمة في نفسه ويدفعه للبحث عن غزوات وانشغالات يحقق فيها الرضا والانتصار قد تؤدي لتحطيم حياته الزوجية على وجه الخصوص.
هي مرحلة خطيرة جداً يصاب فيها الرجل برغبة شديدة في التغيير خاصة إذا تملكه شعور بالفشل والخيبة، وقد يقرر فيها الزواج بامرأة أخرى.
العلاج ليس بسيطاً والزوجة لها الدور الأكبر فيه، وهي المسؤولة الأولى عن عودة الزوج إلى أحضان أسرته أو الفرار منها للأبد، والزوجة العاقلة تقوم بدورها الأساسي والفعال وما يترتب عليها في استعادة رجلها، على الزوجة أن تعري أسلحتها كافة في وجه الملل والرتابة، وتحاول استنباط أشكالاً جديدة لروتين حياتهم وبرامج بيتهم، وأن تصبح الأم والصديقة والحبيبة والطبيبة لتبلسم أعراض سن يأسه، وإلا لا بد من الزوجة الثانية.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار