سيطرة الآباء على أبنائهم في مجالات تخصصاتهم

العـــــدد 9426

الإثنـــــين 16 أيلــــول 2019

إن العديد من الآباء والأمهات يحاولون فرض سيطرتهم على أبنائهم في أمورهم الحياتية، وبخاصة في مجالاتهم الدراسية، متجاهلين بذلك رغبات هؤلاء الأبناء وميولهم وهواياتهم، لكن هذه السيطرة من شأنها أن تخلق مشكلات سلبية متحددة في شعور الابن بالإحباط والاكتئاب، والابتعاد عن الإبداع والتميُّز في دراساته.
الشاب أيهم يقول: كنتُ أحلم منذ طفولتي بأن أكون مهندساً، لكن كان أبي دائماً يحاول أن يسكتني كلما تحدثتُ عن هذا الحلم، قائلاً: ينبغي أن تصبح طبيباً، أنا من يقرر ماذا تدرس، وبالفعل عندما حصلتُ على علامات الشهادة الثناوية أصر والدي على ضرورة انتسابي إلى كلية الطب، وحين كنتُ في السنة الأولى شعرتُ بالقهر والحزن، لأن هذا المكان ليس مكاني، فحاولتُ أن أعثر على عمل لألهي نفسي به عن دراسة الطب، وهكذا انصرفتُ إلى عملي وابتعدتُ عن الدراسة شيئاً فشيئاً، وضاع مستقبلي الدراسي، لأنني لم أختر الفرع الذي أحبه حقاً.
الشابة رنا تقول: أنا أحب الفروع العلمية، لكن والدتي أجبرتني على دراسة الأدب الإنكليزي، ظناً منها أن هذا هو الأفضل للمرأة، ففي رأيها الفتاة ينبغي أن تصبح معلمة لتستطيع أن توفق بين حياتها العملية وحياتها الأسرية، وعلى هذا الأساس انتسبتُ إلى قسم اللغة الإنكليزية، لكن نفوري الشديد جعلني أفشل في الدراسة إلى أن تزوجتُ وتركتُ هذا الفرع دون أن أكمله.
الشاب أمجد يقول: نحن نخضع لإرادة آبائنا في الكثير من الأحيان، لقد كان والدي يحلم بأن يكون قاضياً، ولأنه لم يستطع أن يحقق حلمه أجبرني على دراسة الحقوق دون أن يحاورني، أو يستمع إلى رأيي ، فانتسبتُ إلى هذه الكلية دون أي نقاش، ولكن اجتهادي جعلني أكمل هذا الفرع بنجاح إلا أنني حين تخرجتُ وجدتُ نفسي عاجزاً عن العمل ضمن هذا المجال، وهنا آثرتُ أن أقوم بتهيئة متجر لأعمل فيه بعد أن أُرغِمتُ على دراسة ما لا أحب.
الشاب نوار يقول: مشكلتنا مع آباء يحبون الإجبار، ويبتعدون عن أساليب التربية الناجحة المتحددة في النقاش والتوجيه، فأنا كان ميلي شديداً إلى الانتساب إلى كلية الفنون الجميلة، لكن كره والدي لهذا التخصص جعله يجبرني على الانتساب إلى كلية التجارة، ظناً منه أنني في سن لا يمكّنني من معرفة الخطأ من الصواب، وعلى هذا الأساس تشكّلت لديّ ردة فعل قاسية، واتخذتُ قراراً بعدم الاهتمام بدراستي، وكنتُ حين أرسب بمادة من مواد قسم التجارة أجد نفسي تحت ضغوط صراخ والدي والسخرية مني ومن مقدراتي، وبعد عامين قررت السفر إلى بلد آخر لأترك دراستي، وأبتعد عن جو المنزل الذي لم يعد يطاق، وهكذا ضاع مستقبلي الدراسي، وتفكك حلمي.

د. رفيف هلال 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار