الــــزواج والاســــــتقرار

العدد: 9423

الأربعاء:11-9-2019

 

الزواج نعمة وليس نقمة كما يُقال، وهو أكبر نِعم الله جلَّ وعلا على الإنسان، فقد جعله وسيلة للتراحم والتواد والألفة والوفاق والسكينة، وبه تستريح الأنفس، وتأنس النفوس من متاعب الحياة ومشاقها وعنائها، فالزواج هو أحد الدعائم الأساسية في بناء أهم مؤسسة اجتماعية عرفتها المجتمعات منذ القدم ألا وهي الأسرة، ومن خلال الزواج يتحد شخصان ويتقاسمان أعباء الحياة الزوجية بحلوها ومرها، بأسودها وأبيضها، ومن أجل سكن النفس واستقرارها يجب المداومة وحسن المعاشرة.
إن الحب المتبادل بين الزوجين هو الأساس في ديمومة الحياة المشتركة واستمرارها، وهذا لا يعني أن الحب قادر على تذويب الاختلافات، فالناس مختلفون، هكذا خلقهم الله، ولا يمكن لهذا الرباط المقدس أن يلغي أو يوحد الأمزجة المختلفة، وفي هذه الحالة لابد من حدوث الاصطدام بين الزوجين، والمهم في كل ذلك أن يشعر الزوجان بحاجتهما إلى الحياة المشتركة معاً، وأنهما يفضلان استمرارهم، أما تلك المعارك الصغيرة التي تنشب بين فترة وأخرى فهي ملح الحياة كما يقولون ولا بد للزوجين بعدها من تقديم التنازلات، ومن ثم اللقاء ولو في منتصف الطريق.
لأن الأسرة هي الدرع الحصينة للزوجين والمجتمع، وهي عشيرة الرجل وأهل بيته، وهي أهم مكوّن في جسم المجتمع البشري، فإذا صَلحت الأسرة صَلُحَ المجتمع كله والعكس صحيح، إذ فيها ينشأ الفرد وتنطبع سلوكياته، كما أنها تُكسِب الطفل اتجاهاته، وتكوّن ميوله، وتميز شخصيته، فيكون لها الأثر في تقويم السلوك، وبعث الطمأنينة في نفسه، وهنا تكمن أهمية ومحورية دور الأسر في التربية.
وعندما تكون الأسرة مستقرة ومتماسكة يمكن معها تجاوز الكثير من المشاكل التي يتخبط فيها المجتمع، وكما يقال: أقوى ما تستقوي به الأمة هو: متانة بناء الأسرة، لأن الأسرة كما قلنا في لبنة الأساس في الأمة، والأسرة الصالحة هي أم صالحة، أب صالح، وعمل صالح.
أهم الإعاقات والإكراهات التي تواجه شبابنا هذه الأيام للعزوف عن الزواج هي عدم توفر فرص عمل، وصعوبة تأمين سكن مناسب ولو بالإجار، والعائق الأهم غلاء المعيشة.

حسن علان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار