التضحية وحب الوطن

العدد: 9423

الأربعاء:11-9-2019

كان العرب قديماً يقسمون إلى قسمين، حضر وبدو، أما في وقتنا الحاضر فقد غدوا أقساماً، وطنيين وخونة، كرماء وأذلاء، عرب ومتصهينين!

وهم تحدوا كل دين وشريعة، فهم دول متأخرة وشعوب متفرقة متناحرة والفساد ينخر كل مناحي حياتهم، فالصفة النبيلة والأصالة العربية ينفرد بها السوريون، فهم أوفياء لوطنهم وعروبتهم، وصادقون بالعهد، فالسوريون الذين رحلّوا مكرهين عن وطنهم أنفسهم تواقة إلى مسقط رأسهم مشتاقة، وما هذا إلا من علائم الأخلاق وحبّ الوطن، ففراق الوطن فراق القلب والروح للجسد، فهو حرقة وشوق وذكريات، الحرّ إن فارق وطنه أسكنه قلبه وفكره.
قال أحدهم مخاطباً وطنه عند مغادرته له وكأنه يخاطب الحبيب والصديق:
يا راحلاً وجميع الصبر يتبعه
هل من سبيل إلى لقاك يتفق
ما أنصفتك دموعي وهي دامية
ولا وفى لك قلبي وهو يحترق
هنا يستحضر الذهن حب النبي يوسف عليه السلام لمسقط رأسه حيث طلب أن ينقل تابوته إلى مقابر أهله لكن فرعون منع ذلك، وبعد هلاكه قام النبي موسى بنقل تابوت النبي يوسف عليهما السلام إلى أهله كما أوصى، كما أوصى الإسكندر بنقل رفاته إلى بلاده الروم التي أحبها.
ولما سئل سابور وكان أسيراً عن أمنيته قال: أن يشرب من ماء دجلة ويشتم رائحة تراب بلده، فأتته عشيقته بنت الملك بما طلب فشفي من داء كان قد ألم به.
هذا هو الوطن وهذا هو المقاتل السوري الذي وقف كالطود بوجه العالم يدافع عن وطنه الذي أحبه وبذل الروح رخيصة في سبيله، فرجال الجيش العربي السوري صنعوا أمجاداً ورسموا طرقاً يفتخر بها كل عربي حرّ، فالشجاعة عماد الفضائل لديهم التي من فقدها لم تكتمل فيه فضيلة. يعبر عنها بالصبر وقوة النفس، فأصل الخير كله في ثبات القلب، لذلك نجد المقاتل السوري رابط الجأش صارم القلب صادق البأس، نذر نفسه إما للنصر وإما للموت بكرامة.
فغداً سيكتب التاريخ عن شعب أبى إلا الرجولة نبراساً ليعيد الأنجم والأقمار إلى مسارها الصحيح.

نديم طالب ديب 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار