زوجتـــي أكــــبر مـــني… هـــل تتحــــوّل إلـى أمّ

العدد: 9423

الأربعاء:11-9-2019

 

 

لطالما كان الزواج يتبع عادات المجتمع المتعارف عليها، ويكون بين طرفين متقاربين بالعمر، معادلة سهلة والنتيجة معلومة، أما أن يتزوج الشاب بفتاة أكبر منه فذلك يشكل معادلة صعبة بمجهولين ومهما حاول الإقلاع بالحل والتحايل على مفرداتها بقوانين ومفاهيم تكون المخرجات فيها أنه من المستحيل حلها ليكون في أكثرها الفراق والطلاق، ولكل قاعدة استثناء، فهل نجده في هذه الأيام؟ واقعات زواج بلا حسابات ولا معادلات..

* جاري سالم تجاوز الستين، متزوج من امرأة تكبره بسنين وسنين، ولم أكن أعرفها لولا هذه الحادثة، فقد كنت أصطحب أولاد أختي إلى دكانه الصغير في القرية، فوجدنا ذات مرة امرأة تجلس مكانه، ولم تتحرك من مقعدها لتأمر الصغيرين أن يجلبا ما انتقياه إليها لحسابه، وفعلاً ذلك بعد أن اخترقا بها الحائط، فما كان منها غير الصراخ بهما لينادياها بأم سالم وهنا وقفت على طولها تترنح بخطواتها وقد استنفرت وازداد غضبها، شتمت وصرخت بهما أن يخرجا من الدكان فارغي اليدين، وكان أن دخل جارنا سالم وهز برأسه بعد نظرة منه أحاطت بأطرافي تهزني على الإسراع بالخروج بهم ودون أي كلمة تضاف! آه يا أولاد لا تعلمون بالصراع الذي أخلفتموه وتسببتم به، ولم يعد الأولاد يذهبون لذاك الدكان وهي لم تعد تقصد المكان.

* جمال، مهندس، ليس نادماً، أحب رئيسة قسمه في الشركة التي عمل فيها لسنوات، وما كان منه بعد قصة حب دامت لأشهر وسنة إلا أن وهم في ريعان الشباب بالثانوية والجامعة وآخر انسجام، يقول: في البداية خالفني والداي رأيي وكل من حولي قدم لي نصيحته بأن السنين ستأكل حلمي وأصحو ذات يوم وبجانبي على السرير عجوز، لم أهتم للأمر بل زادني كلامهم إصراراً على الزواج منها، وها هي اليوم بعد أكثر من عشرين عاماً وكأنها اليوم ولم أشعر بأنها أكبر مني، فهي تهتم بنفسها وتفرغ بعض الوقت للنوادي والمشي في المساء، وتقوم بواباتها كافة فهي مديرة في الشركة وشخصيتها قيادية، لكنها في البيت هي الأم الحنون والزوجة المطيعة التي تفيض بالأنوثة، فلها في كل مكان حسن ومقام، وتحفظ لي مقامي وتصون كرامتي لأكون سيد البيت، وإن كان من جدال أو نقاش حول أمور البيت وقضايا الأولاد فللود مساحة من الإنصات للطرفين وأخذ كل منا برأي الآخر، نعيش حياة هانئة وسعيدة والحمد لله ولو طرقت آذاننا بعض التعليقات من بعض المغرضين والحاسدين، ندير لها (الدان الطرشة)
* سعاد، موظفة أشارت إلى أنه ابن الجيران (ساكن قصادي وبحبو) أغراه جمالها فأحبها وأحبته، هي الموظفة وهو جامعي في مرحلة الدراسة، ولما صارحها بما يختلج في صدره احتارت كيف تخبر الأهل؟ لكن القدر جمعهما في بيت الزوجية وأنجبت له بنتين، لكن بعد حين وقد تدبر لنفسه وظيفة بات يتغيب عن البيت ويتجنب الخروج معها إلا مع البنتين، فقد بات يخجل بها وسط الناس، عندما بدأت التجاعيد تخذلها وتكشف النقاب عن وجهها الذي غاب خلف ستار سنين جفاف، ليكون الجفاء من زوجها والابتعاد بعد نيله نصيبه من القيل والقال في سخرية، تقول: بت أتجنب الوقوف بجانبه أو الخروج معه، وأعلم علم اليقين أنه يبحث عن زوجة أخرى ترضي شبابه ولا أجادله في ذلك، لقد ظلمته وظلمت نفسي.
* الآنسة رويدة، علم اجتماع، سألناها عن أسباب انجذاب الشاب للمرأة الناضجة الأكبر منه سناً فردت: إن الكثير من الرجال تشتعل مخيلتهم بصورة المرأة الناضجة الواعية الحكيمة ويرون فيها أنوثة لا يجدونها في الفتيات الصغيرات، وبالمقابل يوجد رجال ما إن تكبر زوجاتهم حتى يبدؤوا بالتلصص والشكي والبكي والبحث عن أخرى صغيرة بالعمر، وكأن السنين لم تمر عليه هو الآخر.
مجموعة من الميزات والصفات العقلية والنفسية تتحلى بها نساء تجاوزن بحور الأربعين من سنين بأيامها ويمكن ليافعات اليوم أن يفتقدنها:
القدرة على التحكم بالانفعالات وعدم تركها عرضة للانفجارات غير المحسوبة، لديها الخبرة بالحياة التي تسعد الرجل وتزيح همه، ابتعادها عن الغيرة والنكد وهي اقل تطلباً وأرحب مزاجاً وأكثر ثقة بنفسها، وهو ما يجعلها أقدر على الاستمتاع باللحظات واستغلالها في سعادتها، لها مسيرتها الناجحة وحياتها الخاصة، تعجبه أحياناً صلابتها وتحييزها لموقفها وعدم قدرته على تسييرها كما يرغب، خبرتها في الحياة والعلاقات الاجتماعية والعمل والحب وجميعها تمنحها مزاجاً طيباً وعطراً، وهي أكثر قدرة وقابلية على امتصاص المواقف الحرجة وأكثر قابلية لسماع النكتة، هذه المرأة متسلحة بخبرة وذكاء عاطفي واستقلالية مع ثقة بالنفس وقلة في المتطلبات ومسببات النكد والنق، حيث هامش الأنانية عندها قليل مقابل اتساع آفاقها ورؤيتها وقدرتها على التحمل والصبر لاستنطاق أوقات سعادتها من حجر صلب هذه الأيام فتأسر رجلها وتطوعه.. هنيئاً لها وله أيضاً.
كما أنه قد يكون العكس وتغرم الفتاة بالشاب الصغر منها سناً وتتزوجه لتلاحقها النظرات اللاذعة والانتقادات الخانقة، والدراسات النفسية تؤكد أن أسباباً كثيرة نفسية واجتماعية تدفعها لذلك.
التقدم بالسن يدفعها للارتباط فتكون سلطوية عليه، ووضعها الاجتماعي إذا كانت ميسورة وغير متزوجة وهو نوع من التعويض العاطفي، تأكيد الذات إذا كانت لا تتقبل أنها تقدمت بالسن لتؤكد للجميع أنها ما زالت مطلوبة ومرغوبة ولا زالت تحتفظ بجاذبيتها وتلفت أنظار الشباب، والمرأة بتكوينها النفسي تحب أن تكون محط اهتمام الشباب حتى الأصغر منها سناً.. وأخيراً يمكن لهذا الزواج أن ينجح.
الزواج اتحاد روحين في إطار المودة والرحمة بغض النظر عن الفروقات الاجتماعية والاقتصادية وفارق العمر، أما الزواج بالمرأة الأكبر سناً فهذه ظاهرة غريبة ترسم علامات تعجب لدى السماع به، وغالباً الأهل يرفضون هذا الزواج ويشجعون الزواج التقليدي.
* اسمهان موظفة: تزوجت بشاب أصغر مني سناً ظناً مني أنه سيصبح خاتماً بإصبعي وأتحكم به على مزاجي، ولكن بعد مرور عدة سنوات اكتشفت أن زواجي فاشل ولم يبن على أسس متينة، وها أنا الآن أحضر نفسي لأي مفاجأة.
* عدنان: التقيت بفتاة أكبر مني وظننت أنها حلم حياتي، أحببتها كثيراً وتعلقت بها وصممت على الزواج، بعد نار الحب والتمرد اختلفت الأمور وتكشفت الحقائق، وتغيرت ملامح زوجتي وظهرت علامات الشيخوخة، وأصبح كل من يراها برفقتي يسألني هل هي أمك أم أختك الكبرى؟ أزعجني هذا الأمر كثيراً وأصبحت المشاكل تلاحقني فقررت الزواج بأخرى أصغر مني بعشر سنوات على الرغم بأنه قرار ظالم، لأن زوجتي ساعدتني في تأمين البيت وأنجبت الأولاد، والآن أعيش بين نارين، امرأة عشت معها سنوات من السعادة وأخرى تريد كل شيء.
* أديب: تزوجت بامرأة أكبر مني بثماني سنوات، لأتلقى سهام الانتقادات، وفي نظر الجميع ضحية وقعت في شباك هذه المرأة، بداية تساعدنا لتأمين كل شيء لزمنا، وكنت أظن بأني تزوجتها لأجل مالها ولكن مع العشرة الطيبة والأيام تمر وجدت فيها كل الصفات التي أحبها وأنجبت لي أربعة أولاد، كما امتلكنا بيتاً ومحلاً تجارياً ونعيش أحلى حياة، حيث أن أهلي أحبوها كثيراً ويعاملونها كما لو كانت ابنتهم، وماذا أطلب غير ذلك، وأنا أراها أجمل النساء فروحها الطيبة وإنسانيتها وإخلاصها لي وتفانيها مع العائلة يؤجج حبها في قلبي، وقد أكون واحداً من مليون شخص محظوظ في حياتي وسعيد جداً.
* رغد، فتاة في الثلاثين من العمر: أرفض الزواج بشاب أصغر مني ولو بسنة وحتى لو بقيت بدون زواج، لأن الزواج يبنى على أسس فيها التفاهم والتقارب في العمر، وأنا أفضل أن أعيش مع رجل بمعنى الكلمة ولا أريد السيطرة عليه، كما أن هناك مسألة هامة جداً وهي أن المرأة تكبر قبل الرجل وكل رجل يتمنى أن تكون زوجته الأجمل، لذلك فقد ينظر لغيري وأصبح أضحوكة وتسلية للغير.

هدى سلوم- معينة جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار