أول يوم مدرسة .. كيف يألف تلامــذة الصف الأول الابتــدائي بيتهم الثـاني؟

العدد: 9423

الأربعاء:11-9-2019


كالعصافير الصغيرة التي تحاول رفرفة جناحيها بعيداً عن أمها، تتهادى أسراب اليمام بزيها الأزرق الجميل إلى مدارسهم، يشبكون أيديهم بيد الحنان الأبدي الذي يرافقهم إلى عتبة حياتهم الجديدة ويتمنون لو كان بإمكانهم الجلوس بجانبها على مقاعد دراستهم والاستعانة بها للتزود بمناهل علمهم ومعرفتهم، كيف لا والطفل يستمد الأمان من أمه دائماً، فماذا عن صعوبات اليوم الأول في المدرسة بالنسبة للطفل والأم؟

 

* السيدة هناء قشوة، مديرة مدرسة قالت: اليوم الأول في المدرسة ليس صعباً على التلميذ فقط بل على الأهل أيضاً، فالطفل سيخرج من حضن والديه ليدخل إلى مجتمع جديد عليه بعض الشيء، فهو سيستعيض عن حضن والديه بحضن معلمته التي مع الوقت سيشعر بأنها ملاذه الآمن وأنها تشبه أمه بحبها وعاطفتها ليتجاوز مخاوفه بسرعة ويندمج بجو المدرسة، وأنا كمديرة من واجبي أن أضفي جواً من البهجة والسرور عند استقبال التلاميذ وأهلهم فأصافحهم وأتقرب منهم، وأتعرف على أسمائهم، وأشجعهم وأطلق الصفات الجميلة عليهم، ليشعروا بالسعادة، وأن الجميع يحبهم، وأطلب من الأهل أن يتركوهم ليتعرفوا على أصدقاء لهم، ويتعلموا الاعتماد على أنفسهم، ويكّونوا شخصيتهم المستقلة بعيداً عن كنف والديهم، وكذلك بث الطمأنينة بنفس الأهل، وبعد دخولهم الصف تكمل المعلمة استقبال التلاميذ بوجه بشوش ترتسم عليه ملامح المحبة والحنان، وذلك لاستقطاب الوافدين الجدد إلى عالم النور والمعرفة. 

* السيدة فداء فاضل، معلمة صف أول قالت: بكل فرح وسرور نستقبل العام الدراسي الجديد حيث نقوم بجمع تلاميذ الصف الأول الابتدائي في باحة المدرسة وندخلهم إلى صفوفهم وتقوم المعلمات باستقبالهم بوجه باسم وكلمات لطيفة وبعد دخولهم نقوم بتعريف التلاميذ باسم معلمتهم ودورها الهام في الصف ثم تقوم المعلمة بالتعرف على أسماء التلاميذ وترتيبهم في مقاعدهم وتوزيع البالونات والصور عليهم وإنشاد بعض الأناشيد بهدف جذب تلاميذ الصف الأول لصفهم ومدرستهم ومعلمتهم. السيدة اعتدال مخلوف – معلمة صف أول قالت : في بداية اليوم الأول للمدرسة نحضر بعض الأشياء المحببة للتلاميذ كالبالونات الملونة والألعاب للفت انتباه التلاميذ وشدهم للعام الدراسي الجديد في المدرسة حيث يتم استقبالهم بابتسامة مليئة بالمحبة والحنان من قبل المعلمة ليتم نقل هذه الصورة للأهل حيث يشعر التلميذ بأنه في بيته الثاني ولا يشعر بانفصاله عن حضنه الأول.
* السيدة نسرين نصار، معلمة وأم لطفل في الصف الأول قالت: إن حاجز اليوم الأول في المدرسة قد تم تخطيه لأن أغلبية أطفالنا التحقوا بمرحلة رياض الأطفال وكانت المعاناة أكبر نظراً لصغر السن آنذاك، ويمكن لأية معلمة التعامل مع هذا الموقف بكثير من الحكمة والحنان والتواصل الجيد مع الطفل، وتدخل الخبرة بشكل رئيسي لتحل الكثير من المشاكل من خلال فهم شخصية كل طفل والتقرب منه بناءً على ذلك.
* الصديق يوسف مازن غنم، الصف الأول قال : أحب المدرسة ومعلمة الصف لأنها تحكي لنا الحكايات الجميلة وننشد الأناشيد وتسمح لنا باللعب معاً، وهي تحبني مثل أمي.
خ الصديقة ميس يونس ونوس، الصف الأول قالت: أحب المدرسة مثلما أحب روضتي الجميلة ومعلمتي فيها وأحب الكتب الملونة التي تم توزيعها علينا وأحب أن أرسم في دفتر الرسم وأن نغني الأغاني والأناشيد مع معلمتي الجديدة.
بقي للقول: تعد بداية المرحلة التعليمية الأولى بالنسبة للطفل كنوع من الفطام النفسي والمعنوي الذي يحتاج لكثير من الدراية والخبرة للتعامل الصحيح معه واحتوائه بأنواع مختلفة من الطرائق والوسائل التربوية، وهذا لن يتم إلا بتضافر الجهود لجميع أفراد المجتمع المحيط بالطفل كالأهل والمعلمين والإدارة المدرسية وتقديم كافة التسهيلات الممكنة لاجتياز حاجز الرهبة والخوف عند الطفل لكي يستطيع التكيف والاندماج مع عالمه الجديد وبالتالي متابعة مسيرته التعليمية والتربوية في جوٍ مماثل وشبيه بمحيطه العائلي الذي لطالما كان بالنسبة له مصدر الخير والعطاء ومنبع الأمان والحنان.

فدوى مقوّص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار