العدد: 9422
الثلاثاء:10-9-2019
بوح امرأة سرق الموت شمسها، وأرهق الرحيل أحلامها، فطوت أوجاعها وانكسارها بين السطور تبوح للصباحات الحزينة تراتيل اشتياقها، ابنة الأربعين عاماً داهمت العمر الهارب وسبقته كي تحقق حلماً راودها وعاش معها على قائمة الانتظار…
غنوة مصطفى اختصرت تجربتها في حديثها لـ (الوحدة)، تقول: في مدينة حالمة بحرية الشوق ترعرعت فألهمني بحر طرطوس وريفها الممتد ساهراً يغازل رمالها من عائلة تستهويها الكتابة فمذ كنت في المرحلة الابتدائية أتقنت الفصاحة والخطابة وشاركت في رواد الطلائع وفي المراحل اللاحقة صرت أكتب وأنافس على مستوى القطر، نزارية الهوى هكذا سمتني إحدى الناقدات..
دور العائلة في حياة غنوة
دفء العائلة وترابطها كان له الأثر الأكبر في قصائد كتبتها فيما بعد، كان استشهاد أخي الشهيد محمد مصطفى دافعاً، وكان الشوق إليه يستهلك مساحات العقل فيطاردني في أحلام أبحث فيها عنه، وكانت ولادة باكورة أعمالي (واشتياقي أنت)قصة شوق مضنٍ لأسر شهداء كرموا بمنزلة أبنائهم وأحرق الشوق أكبادهم.
تناول ديواني عناوين (أحلامي أنت، صامتاً كان الرحيل، استعجلت الرحيل، دع طيفك يزر، عتاب، مقاومة، كل أيامي فداك، أعتابك المجد- اذكروني يوم النصر).
وكامرأة أرى في أدب المرأة جمال عشتار ورقة الورود فيها من الحب المشبع بالعاطفة الذي يذوب في القلوب دون أن يخدش الحياء.
يطرح المواضيع بكل دماثة وشغف يتسلل بخفة وينتفض بقوة خفية تؤثر ولا تجرج.
*حفل توقيع الديوان نقطة تحول
أنا مع إقامة حفل توقيع كتاب لأن هذا المولود الذي أسعد الروح يستحق مشاركة الفرح به مع الأحبة والأصدقاء.
الحياة قصيدة عند غنوة
الشعر عالمي السحري يجتاحني فيشدني إلى عالم لا تطئه أقدام البشر، عندما أسمع قصيدة جميلة أتوه فيها وأصبح أسيرة لها، تؤثر الكلمة الجميلة فيّ بشدة، سواء كانت نثراً أو شعراً، فتتراقص روحي طرباً معها وكأنها الحياة لروحي.
نعم ان الشعر يصل لأرواحنا وينتقل من روح إلى روح ويحيى ويميت ويشعل النار ويطفئ، هو عالم سحري بحق.واشتياقي أنت ماذا أضاف؟
هذه التجربة صقلتني كثيراً، عززت ثقتي بنفسي وغيرتني داخلياً واجتماعياً،
فنحن بحاجة إلى تعزيز ذواتنا وخاصة أمام الهزائم النفسية التي نتعرض لها في الحياة، من فقد الأحبة ومشاكل حياتية تجرفنا فجاء إنجازي للديوان في هذه المرحلة توكيداً معنوياً صقل شخصيتي.
في النهاية
الأدب هو نتاج مشاعر إنسانية تتأجج في ذاتنا وتتراكم لتستقر على صفحات من ورق، فكل المشاعر الإنسانية هي محرض لفنون الأدب لكن يبقى الألم هو الشعور الأكثر أثراً، هو الريح الهوجاء التي تحدث اضطراباً في وجه الأرض فتغيرها، إن الألم الذي عشته بعد رحيل أخي الشهيد أفاق مارد الشعر من قمقمه واستنهض مني ما كتبته لأخي أناجيه بشوق يحرقني في كل صباح.
أحلامي أنت
طوى الزمان أحلامي
و دمرها
فلا نلت في فرقاك
إلا أوحشها
أنا في كل أيامي
أسيرة الشوق
وقصة الشوق….
أولها أنت وآخرها
ما خطبك مسافر الفجر
ما ودعتني ؟؟؟!!..
و في قلبي حنين لضمة أعشقها
من قال أنساك …؟؟!!
ما نستك روحي أبداً
و إن صار تحت التراب مسكنها
لو بالفدا رضيت …
صدقني فديت
لكنك سباق…
فالشهامة أنت منبتها
قم أفق…
فالموت لايليق بك
يا سندي
والحياة بك تحلو…
فأنت منعشها
صبرت نفسي
على فراقك علني
اذا صبرت ….
تخف البلوى
ولوعتها
30/1/2019
هناك ديوان ثاني قيد الطباعة بعنوان / غنوة حب/ هو قصائد مشروع أغنيات برسم شغف فنان ألقى على عاتقه أن يعيد للجمال الحق رونقه المفقود ومنه هذه القصيدة النثرية
نَسِيم هَوَاك
تَسَلَّلَ إِلَى قَلْبِي
نَسِيم هَوَاك
فَأَيْقَظ رُوحِي . . .
بَعْد رَمَاد
تَسَلَّل يَحْي
سَقِيمًا عَلِيل
يُقَارِب الْمَوْت . .
بِدُون حَيَاة
تَرَاك المَاء
تَر اك الْهَوَاء
وَفَجْراً تَنَاثَر
يَهَب الضِّيَاء . .
تَعَال إلَيّ
فَأَنْت الرَّبِيع
وَلَوْنًا تَدَاخُل
فَكَان الْبَهَاء
تَسَلَّل رُوَيْدًا
وَحَلْق قَرِيبٌ
فَقَلْبِي سَعِيد
بنبض هَوَاك
زينة هاشم