العدد: 9289
الإثنين-11-2-2019
قدم ديربي اللاذقية جزءا كبيرا مما كان منتظرا منه على صعيد المشهد العام والصورة المتوقعة لمدرجات ملعب الباسل التي غصت بجماهير غفيرة عبّرت من جديد عن مدى شفغها وعشقها للمستديرة،وأثبتت أن الانتماء حالة وجدانية لا تتبدل مع تراجع النتائج أو تقدمها، بل تبقى محفورة بالقلب أيا تكن الأحوال.
لاشك بأن جماهير تشرين تعيش الآن أجمل لحظاتها، ففريقها فاز بالديربي بما له من معان، وحافظ على مسيرته في الصراع على لقب الدوري مع الجيش والوحدة، في حين خابت آمال الحطينيين بعدما استحقوا التعادل على الأقل في لقاء قدموا فيه مابوسعهم، ولكن رعونة المهاجمين أفقدتهم ثلاث نقاط هامة للغاية .
صفحة الديربي يجب أن تطوى بأسرع وقت ممكن وخاصة بالنسبة للحطينيين، فالمباراة أصبحت خلفنا، وتفاعلاتها يجب أن تطوق كي يكمل الحوت مسيرته في الدوري، ويعود إلى السكة الصحيحة قبل الدخول في متاهات لا يحمد عقباها، فطموح جماهير حطين مع بداية الدوري لا تتناسب بالمطلق مع الحالة التي يعيشها الفريق اليوم، ولا بد للقائمين على البيت الحطيني أن يستدركوا مافاتهم، وهم بكل تأكيد قادرون على ذلك.
إن ما يمتلكه حطين من مقومات يجب أن يستثمر بأقصى مايمكن خاصة أن الفريق الأزرق يخسر دائما بتفاصيل صغيره لو تم تلافيها لكان اليوم منافساً على المراكز الأولى، فقد خسر الحطينيون لقاءهم الأول في الإياب بسبب خطأ فردي أو سوء تقدير من حارس المرمى، وخسر أيضا أمام تشرين نتيجة سوء التغطية الدفاعية وعدم تركيز مهاجميه أمام مرمى الخصم، وهذه التفاصيل يمكن التغلب عليها في اللقاءات القادمة، ويمكن تحويلها إلى نقاط قوة وتحديداً لجهة تسجيل الأهداف، فالمهاجمون الحطينيون لا ينقصهم المهارة والقوة، وإنما ينقصهم القليل من التركيز أمام المرمى وعدم التهور في التعامل مع الفرص المتاحة.
في هذا الوقت تحديداً على حطين أن ينهض ويعود إلى الواجهة ،فليس من المعقول أن تكون خسارة لقاء هي نهاية العالم حتى لو كان اللقاء بحجم الديربي، وعلى الجميع أن يؤمنوا بجودة الفريق وقدرته على إلتقاط أنفاسه، وأن الحظ عانده في مرات عديدة، وحرمه من تحقيق النتائج الجيدة، فلا تزهدوا بأبنائكم، وجددوا الثقة بهم كي يكون القادم كما تشتهون.
اليوم سيحل حطين ضيفا على الجيش في مواجهة من العيار الثقيل، ورغم صعوبة اللقاء إلا أن الحوت قادر على العودة بنتيجة طيبة بشرط أن يعرف كادره الفني كيف تدار مثل هذه اللقاءات، فالمطلوب بكل بساطة هو التحلي بالواقعية وعدم المغامرة، ومع قليل من التوفيق قد نشهد عودة حطينية ميمونة من العاصمة دمشق .
غيث حسن