الوحدة – تغريد زيود
بعد أقل من ثلاثة أسابيع فقط، نقضت “قسد” اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه في دمشق مطلع تشرين الأول، حيث أفادت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع قبل يومين (29 تشرين الأول) بأن قوات “قسد” استهدفت إحدى نقاط انتشار الجيش العربي السوري في محيط سد تشرين بصاروخ موجه، ما أدى إلى استشهاد جنديين وإصابة ثالث بجروح خطيرة.
وأكدت الوزارة أن “قسد” بهذا الخرق، تجدد رفضها لجميع التفاهمات والاتفاقات السابقة وتضرب بها عرض الحائط من خلال استهداف نقاط الجيش وقتل أفراده.
كانت الأوساط السياسية والعسكرية في سوريا قد شهدت في 7 تشرين الأول 2025 إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار في حيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب، بعد أيام من التوتر واشتباكات عنيفة، وجاء الإعلان عقب اجتماع في العاصمة دمشق بين وفد من “قسد” برئاسة مظلوم عبدي ومسؤولين من الحكومة.
ورحب آنذاك وزير الدفاع مرهف أبو قصرة على منصة “إكس” بوقف إطلاق النار، مؤكداً: “التقيت بالسيد مظلوم عبدي في العاصمة دمشق، واتفقنا على وقف شامل لإطلاق النار في كافة المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا، على أن يبدأ تنفيذ الاتفاق فوراً.”
كما أكد محافظ حلب عزام الغريب في بيان له آنذاك أن الاتفاق شمل وقف إطلاق نار شامل في مدينة حلب، مع التشديد على الالتزام بتنفيذ بنود اتفاق العاشر من آذار، سعياً “لحقن الدماء والحفاظ على أمن وسلامة المدنيين.”
هذا الخرق يضع علامات استفهام كبيرة حول جدية “قسد” والتزامها بالتفاهمات السياسية والعسكرية، ويدفع المنطقة نحو دوامة جديدة من التوتر وعدم الاستقرار، مما يعرقل جهود إعادة الحياة إلى طبيعتها في تلك المناطق.