الوحدة – نجود سقور
تعد محافظة اللاذقية واحدة من أجمل الوجهات السياحية في الساحل السوري، بفضل تنوعها البيئي والجغرافي الفريد الذي يميزها عن غيرها، بين جبالها الشامخة وغاباتها الكثيفة وشواطئها الساحرة، توفر اللاذقية بيئة مثالية للسياحة البيئية التي تجمع بين الترفيه والحفاظ على الطبيعة، وقد استقطبت هذه المزايا آلاف السياح الباحثين عن تجارب مميزة تتيح لهم التفاعل مع البيئة الطبيعية دون الإضرار بها.
وللوقوف عند مفهوم السياحة البيئية، التقت جريدة “الوحدة” مدير سياحة اللاذقية فادي نظام، الذي أكد أن السياحة البيئية لا بد أن تمارَس بشكل مسؤول، وذلك عندما يحترم الزائر المكان الذي يزوره ويلتزم بقواعد حماية البيئة أثناء زيارته للأماكن الطبيعية، ويشمل ذلك عدم التعدي على الحياة البرية أو ممارسة الصيد الجائر، بالإضافة إلى توجيه الأنشطة البيئية التوعوية التي تشجع على حماية الموارد الطبيعية.
ولفت نظام إلى أن السياحة البيئية في اللاذقية هي من أبرز الأنماط السياحية التي تعكس التفاعل الإيجابي بين الإنسان والبيئة، ويمكن أن تساهم بشكل فعال في الحفاظ على التنوع البيولوجي عبر توعية السياح والمجتمعات المحلية بأهمية الحفاظ على الأنواع النباتية والحيوانية المتنوعة التي تحتضنها المنطقة.
كما دعا نظام إلى تكثيف حملات التنظيف والتشجير في هذه المناطق، وتوجيه عائدات السياحة البيئية نحو حماية الأنواع المهددة بالانقراض ومراقبة الحياة البرية، من خلال تنظيم رحلات علمية وتوعوية يمكن عبرها تحقيق التوازن بين التنقيب البيئي وتنمية السياحة المستدامة.
وتستند السياحة البيئية إلى مبادئ تهدف إلى تقليل الأثر السلبي على البيئة، ومنها إعادة تدوير النفايات وترشيد استخدام الموارد، وإشراك المجتمع المحلي من خلال تمكين السكان من إدارة وتنظيم الأنشطة السياحية، والمشاركة في حملات توعية لحماية الموارد الطبيعية، والتثقيف البيئي بأهمية الحفاظ على البيئة والتراثين الطبيعي والثقافي. كما تعزز هذه السياحة الاقتصاد المحلي من خلال دعم المنتجات الصديقة للبيئة والمشروعات المستدامة.
وأضاف نظام أن الحكومة السورية يمكن أن تسهم بشكل كبير في تعزيز هذا النوع من السياحة من خلال إنشاء المحميات الطبيعية، ووضع قوانين صارمة لحماية الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض، وتطوير البنية التحتية، وتشجيع الاستثمارات الخضراء، ودعم المبادرات المحلية، وبناء منتجعات صحية، وهي إجراءات تعد من أبرز أساليب تشجيع السياحة البيئية في المنطقة.
من جهة أخرى، ذكر نظام أن المجتمع المحلي في اللاذقية يلعب دوراً محورياً في نجاح السياحة البيئية، فالسكان المحليون لديهم فرصة كبيرة للاستفادة من هذا النوع من السياحة عبر تقديم خدمات الضيافة المتميزة والإرشاد البيئي للسياح، كما يمكنهم المساهمة في حماية الموارد الطبيعية من خلال المشاركة في حملات التوعية، وابتكار مشاريع سياحية محلية مثل البيوت الريفية أو المطاعم البيئية، التي تساهم في دعم السياحة المستدامة وتوفير مصدر دخل إضافي.
ونوه نظام إلى أن من أبرز الأماكن التي يمكن للزوار اكتشافها في اللاذقية هي: غابات الفرنلق، محمية الشوح والأرز، شاطئ وادي قنديل، أم الطيور، برج إسلام، سد بلّوران، قلعة صلاح الدين، ومنطقة سلمى، حيث تعد هذه المواقع وجهات مثالية للسياحة البيئية في اللاذقية، وتشكل نموذجاً متكاملاً للتنمية المستدامة التي توازن بين الاحتياجات الاقتصادية والحفاظ على البيئة.
