مشـــتى الحــــلو… .. كابوس التلوث يلوح بسبب الصـّـــــرف الصحي والجور الفنية

العدد: 9420

 الأحد-8-9-2019

 

 

خدمـــــات مدينة بإمكانيات بلــدة

مشتى الحلو مصيف وبلدة سورية شرق محافظة طرطوس، تمتاز بطبيعتها الحراجية والجبلية وكثرة ينابيعها ومناخها المتنوع المثلج شتاء والمعتدل صيفاً، فهي وجهة سياحية بامتياز على مستوى سورية وليس طرطوس فقط، وستجد بغيتك وسط هذا الريف الممزوج بعبق الماضي وروح الحضارة، وتترامى منازلها على تلال خصتها الطبيعة بجمال قل نظيره، هذا ما بينه المحامي جوزيف جرجس عيد رئيس بلدة مشتى الحلو، ويتابع: تشتهر بالمنشآت السياحية، وتشتهر بكثرة منشآتها السياحية المختلفة من فنادق ومطاعم من كافة المستويات، وتعتمد على السياحة كمورد رئيسي، والعمل بمجال السياحة لم ينسِ أهلها أهمية العلم ومعظم سكانها يحملون الشهادات العلمية من كافة الاختصاصات.

معالمها الأثرية
من أهم معالمها مغارة الضوايات والتي تستقطب أعداداً كبيرة من السياح، واكتشفت عام ١٩١٤ وسبرت أغوارها حتى عمق ٤٠٠ م، ويتمّ العمل على تحسينها والحفاظ عليها، كما تتبع للبلدة كنيسة قديمة تدعى كنيسة السيدة، وسمي الجبل باسمها جبل السيدة، بنيت مطلع القرن التاسع عشر، عيدها كل سنة في الخامس عشر من شهر آب عندما اكتشفت (الكنيسة) لم تكن سوى بناء من حجر عادي، ومسقوفة بالخشب وجذوع الأشجار، يعلوها شوك البلان، وفوق الشوك تراب يرص بآلة قديمة تسمى المعرجلينة وهي (مدحلة حجرية تجعل السطوح كتيمة لا ينفذ منها الماء) وجدد بناء الكنيسة في نهاية مطلع القرن التاسع عشر لتأخذ شكلها الحالي، وقد بناها معلمو بناء قدموا من الشوير في لبنان لكن استعصى عليهم بناء القبة، حينئذ استقدمت راهبة من راهبات المشتى رجلاً حموياً يدعى المصروع فبنى قبة في غاية الروعة والجمال وتستقطب أعداداً كبيرة من المواطنين ومن مختلف الطوائف بالإضافة الى البيوت القديمة وخاصة دلبة المشتى.

نشاطات البلدة الزراعية
أهلها لم يعتمدوا على الزراعة بسبب الأرض الصخرية، فكانت زراعة الزيتون والتفاح والحمضيات لها بعض النصيب من مزروعاتها لتتصدر زراعة التوت في زراعات تلك البلدة وهذا بدوره شجع صناعة الحرير ولم يبق من معمل الحرير في الوقت الراهن إلا بقايا رغم أنه كان يشكل مورد رزق للكثير من أسر البلدة.
آمال تترقب ولادتها
حيث توضحت وبشدة رغبة الأهالي في جعل بلدتهم مدينة وأنه تمت المطالبة عدة مرات ولكن دون جدوى إلى متى سيبقى هذا المطلب ينتظر ولادته وماهي المعوقات، عن هذا كله بيّن لنا عيد أنه يجوز ولاعتبارات سياحية وأثرية استثناء شرط العدد السكاني واعتبارها مدينة وفق اعتبارات السكان القاطنين وليس كسكان محليين فقط ، مشيراً إلى أن عدد البلدة يتجاوز الحد الأدنى المطلوب لتصبح مدينة وهو (٥٠) ألف نسمة، ويؤكد كلامه من خلال عدد الوحدات السكنية الموجودة في قطاع بلدة مشتى الحلو والتي يزيد عددها عن (٥٠٠٠) وحدة سكنية، كما نوه إلى أن البلدة تقدم على مدى سنوات خدمات مدينة بإمكانيات البلدة، مثلاً هي ترحل وسطيا (١٥) طناً من القمامة يومياً في حين بعض المدن ضمن المحافظة لا ترحل هذا الرقم.

واقع الخدمات
وعن واقع الخدمات المؤمنة للبلدة يبيّن عيد أن القرى التابعة للبلدة مخدمة بأربعة مراكز صحية ونقطة طبية واحدة، كما أنها مخدمة بشبكة اتصالات أرضي ومحمول ويشير إلى أنه انتشر مؤخراً بعض خطوط شبكة الانترنت السريع في القطاع لكنها لم تغطِ حاجات المواطنين وتتطلب تحسينات إضافية، والنظافة لا بأس بها حيث تقوم البلدة بجمع وترحيل القمامة من كامل القطاع إما عن طريق عمال وآليات البلدة أو عن طريق عقد مع قطاع خاص وذلك ضمن الإمكانات المحدودة والمتاحة في ظل عدم توفر عمال بالعدد الكافي وقدم بعض الآلات وأعطالها المتكررة وإصلاحها والضغط الناجم عن زيادة عدد السكان، كما تتواجد المدارس الابتدائية في معظم القرى والبعض الآخر تتواجد فيها الإعدادية والثانوية بفروعها.

وعن الأعمال المنفذة في عام ٢٠١٩ يقول المحامي جوزيف جرجس عيد أنه تم استبدال وصلات صرف صحي بطول ١٥٠٠ م ويتم العمل على إعداد الدراسات لتخديم القرى التابعة ليصار إلى تأمين التمويل المطلوب تباعاً وحالياً تمت الدراسات وإعداد الاضبارة الفنية لتخديم قريه بصيرة الجرد بالصرف الصحي، كما يتم العمل أيضاً على تنفيذ صرف صحي لقرية وادي الفيسوس بقيمه ١٦ مليون ليرة، وتمّ تأهيل عدد من قواعد المنحوتات وتنفيذ أحواض تزينية في البلدة، وصيانه الطرقات ب ١٠٠ متر مكعب من الإسفلت، ويتم العمل حالياً على تنفيذ تعبيد وصلات طرق بقيمه ١٢ مليون ليرة من الموازنة المستقلة وبقيمة ٥ ملايين من الموازنة الذاتية،
وقريباً سيبدأ العمل بتأهيل الكورنيش السياحي واستبدال المنصف بمساهمة المجتمع المحلي بتكلفة حوالي ١٠ ملايين ليرة، ويتم العمل مع الجهات المعنية لنقل مكب القمامة رفعاً للتلوث الذي قد يصل إلى منابع المياه.

ويشير عيد الى أكبر مشكلة تعاني منها البلدة وهي مشكلة الصرف الصحي حيث جميع القرى تعتمد على الجور الفنية ومشاكل شفطها وتفريغها بالإضافة إلى أعطال بالشبكة القديمة داخل المشتى وما ينتج عنها من تلوث بيئي وأعباء مادية وقطع الطرق وغير وذلك، كما أن البلدة تعاني من نقص المياه ومشاكل في الشبكة ناتجة عن عمرها في بعض المناطق وفي العموم تعتبر مقبولة وهي تصل لمعظم البيوت تقريباً.

ربى مقصود

 

 

 

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار