الوحدة – بثينة منى
شهدت العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وعدد من الدول العربية والإقليمية تطورات لافتة، حيث أعلنت تركيا عن تعيين نوح يلماز نائب وزير الخارجية التركي سفيراً جديداً لبلاده لدى الجمهورية العربية السورية، وتأتي هذه الخطوة كإشارة هامة على سعي تركيا لتعزيز تمثيلها الدبلوماسي في دمشق.
يُعد تعيين نوح يلماز بصفته نائب وزير الخارجية سفيراً في سوريا مؤشراً قوياً على جدية تركيا في تفعيل قنوات الاتصال على أعلى المستويات، غالباً ما يرتبط هذا المستوى من التمثيل الدبلوماسي بوجود رغبة في تقوية العلاقات الثنائية ومعالجة القضايا المشتركة وتعزيز التفاهم المتبادل.
في سياق متصل، أعلنت لبنان أيضاً عن تعيين سفير لها في سوريا، وهو ما يمثل سابقة في العلاقات بين البلدين، فقد أجرى المجلس الأعلى اللبناني السوري الذي كان أداة أساسية للتنسيق بين بيروت ودمشق تشكيلات دبلوماسية عين بموجبها 3 سفراء لبنانيين في الخارج، من بينهم السفير الجديد لدى سوريا هنري جان قسطون، وهو دبلوماسي لبناني شغل سابقاً منصب سفير لبنان لدى ليبيريا، وتولى مهام القائم بأعمال السفارة اللبنانية في مالي، وقدّم قسطون أوراق اعتماده للسلطات السورية في يونيو 2025.
تُعتبر خطوة تعيين سفراء جدد من قبل كل من تركيا ولبنان بمثابة تحول ملحوظ في طبيعة التمثيل الدبلوماسي بين بيروت ودمشق وبين أنقرة ودمشق، غالباً ما تشير مثل هذه التعيينات إلى رغبة في عودة العلاقات إلى مسارها الطبيعي، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، وتجاوز أي عقبات سابقة.
من المتوقع أن تساهم هذه التعيينات الدبلوماسية في تعزيز الاستقرار الإقليمي، وإعادة تنشيط الحوار السياسي، وتذليل العقبات أمام التعاون الاقتصادي والتجاري، كما قد تمهد هذه الخطوات الطريق أمام تحسين العلاقات مع دول أخرى، وتعزيز دور سوريا في المحيط الإقليمي.
