ندوات المدارس والــدور الرقابي المطلــوب عليها

العدد: 9419

الخميس: 5-9-2019

 

عادت المدارس وعادت معها الإشكالات والقضايا المرافقة لها، وإذا كان موضوع أسعار الألبسة والأحذية والقرطاسية والارتفاع الكبير في أسعارها قد نال حظه من أحاديث الأهالي والطلاب الذين أرهقوا تحت وطأة هذه الأسعار التي تبدو خارج إطار الضبط من قبل الجهات الرقابية فإن موضوعاً لا يقل أهمية يجب أن يلاقي الاهتمام اللازم من قبل جميع المعنيين ألا وهو موضوع الأطعمة والمشروبات المطروحة في ندوات المدارس أو أمامها وذلك نتيجة لأشكال المخالفات التي ترتكب في هذا الجانب، والتي لا تقتصر آثارها على الجانب السعري وحسب بل تتعداه إلى الجانب الصحي، وذلك نتيجة لعرض هذه المواد وحفظها بشكل يخالف الشروط الصحية المطلوبة بما يعرضها للفساد بما يحمله ذلك من أخطار صحية على فلذات أكبادنا وإذا ما أضيفت تلك المخالفات إلى التجاوزات السعرية الكبيرة التي يتم ارتكابها من قبل الباعة والتي تصل إلى ضعف الأسعار المعتمدة في الأسواق في ظل غياب أي رقيب أو حسيب فإن حجم الضرر الصحي والمادي الذي يلحق أو قد يلحق بطلابنا يستدعي التحرك الفعلي لضبط الأمر مع بداية العام الدراسي الجديد.
وإذا كان أمر الضبط يعود بالدرجة الأولى على عناصر حماية المستهلك من الجوانب المتعلقة بالأسعار وسحب العينات من المواد المطروحة في الندوات لمعرفة مدى مطابقتها للشروط الصحية والصناعية المطلوبة فإن الصحة المدرسية لها دورها أيضاً في هذا الجانب ولاسيما من النواحي المتعلقة بالرقابة على ما يطرح من مواد وعلى العاملين في الندوات ومدى التزامهم بالتعليمات الناظمة لعملهم ليبقى الدور الأهم هو الدور المطلوب لعبه من قبل مديرية التربية ذاتها.
هذا الدور الذي يجب أن يرتكز على الجانب الوقائي أولاً ومن ثم العلاجي ثانياً وهو الدور الذي يجب أن تلعبه بالتعاون والتنسيق مع الأطراف الأخرى في المعادلة وكل ذلك بهدف الحفاظ على صحة وسلامة أطفالنا أما عن آلية الدور المطلوب من التربية في هذا الجانب فيبدأ من تخصيص الأماكن اللائقة لتلك الندوات ليس تحت درج أو أي مكان معرض للشمس أو لا يضمن العرض والحفاظ السليم للمواد ويعرضها للتلف والفساد، وإلزام مستثمري الندوات بالشروط المطلوبة ولاسيما من النواحي المتعلقة بنوعية الأطعمة والمشروبات المسموحة وطرق حفظها والالتزام بلائحة الأسعار المحددة والمصادق عليها من قبل حماية المستهلك وعدم ترك المستثمر يعمل على هواه دون حسيب كون الشريحة التي يتعامل معها هي شريحة ضعيفة (طلاب المدارس).
هذا الدور الهام الذي يجب أن يكون مستمراً وفاعلاً كون إدارات المدارس موجودة دائماً بعكس العناصر الرقابية الأخرى التي يبقى وجودها وقتياً مقتصراً على وقت وجودها في المدرسة.
وبين اختلاف الأدوار المطلوبة للرقابة على هذه الندوات والأطعمة المطروحة في ندوات المدارس وأمامها وأمام جسامة الأضرار التي يمكن أن تحملها على سلامة وصحة أطفالنا يجب التأكيد على ضبط هذا الموضوع منذ بداية العام الدراسي وذلك حفاظاً على صحة أطفالنا ومنعاً لحدوث أي حادثة قد تؤذي أطفالنا ويكون التقصير سبباً لها وكل ذلك انطلاقاً من القاعدة الذهبية التي تقول درهم وقاية ولا قنطار علاج؟؟؟!

تصفح المزيد..
آخر الأخبار