دمشق تحتفي “بأطباء الحرية” تكريماً لشهداء ومعتقلي الثورة السورية من أطباء الأسنان

الوحدة ـ رنا غانم
برعاية الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية وبالتعاون مع وزارات التعليم العالي والبحث العلمي والصحة والثقافة ونقابة أطباء الأسنان فرع دمشق، اختتمت فعاليات مؤتمر دمشق الدولي الأول لطب الأسنان باحتفالية بعنوان “أطباء الحرية أحياء في قلوبنا”، لتكريم شهداء ومعتقلي الثورة السورية من أطباء الأسنان وذلك في دار الأوبرا بدمشق.
أكد معاون الأمين العام لرئاسة الجمهورية لشؤون مجلس الوزراء علي كده أهمية هذه الفعالية التي تجسد معاني الوفاء والتقدير لأطباء أدوا رسالتهم الإنسانية والمهنية في أصعب الظروف، وكانوا نموذجاً في الشجاعة والتفاني والإخلاص، وقدموا تضحيات كبيرة أثناء أداء واجبهم الأخلاقي والإنساني.
وأشار كده إلى أن الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية تثمن المبادرات التي تعزز ثقافة التقدير والعلم، مؤكداً دعم كل ما يسهم في تعزيز مكانة الكوادر الطبية والعلمية في سوريا، وموجهاً الشكر لكل من ساهم في تنظيم هذا المؤتمر وإنجاحه.
دور الأطباء والكوادر العلمية في تطوير القطاع الصحي
أوضح وزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي أن الأطباء الذين تم تكريمهم اليوم جسدوا قيم الكرامة والمهنية والإيمان بواجبهم الوطني ودفعوا ثمن هذا الموقف النبيل، مؤكداً أهمية المؤتمر من حيث المشاركة الواسعة والحضور المتميز للأطباء من مختلف الدول العربية والأجنبية، إضافة إلى ورشات العمل التي تهدف إلى تطوير المهارات والخبرات العملية لأطباء الأسنان.
من جهته أكد وزير الصحة مصعب العلي أن هذا التكريم يحمل رمزية كبيرة تتجاوز إحياء الذكرى، إذ يهدف إلى ترسيخ العمل الجاد لبناء وطن آمن ومزدهر كما تطمح له الأجيال الجديدة، موضحاً أن هذا الحدث يوجه رسالة مفادها أن التنمية تقوم على العلم والعمل الجاد وليس على الشعارات، ويعكس التزام المجتمع العلمي والوطني بتقدير من ساهموا في خدمة الوطن.
كما أشار محافظ دمشق ماهر مروان إدلبي إلى أن التكريم يعبر عن رسالة وفاء لكل من قدم تضحياته خدمةً للإنسان والمجتمع، مؤكداً أن العطاء الإنساني والمهني يبقى حاضراً في ذاكرة الأجيال القادمة.
شهادات شخصية ومواقف إنسانية
أكد نقيب أطباء الأسنان في دمشق ورئيس مؤتمر ومعرض دمشق الدولي لطب الأسنان محمد حمزة أن الاحتفالية تهدف إلى تخليد ذكرى الأطباء الذين قدموا تضحيات كبيرة في سبيل رسالتهم المهنية والإنسانية، مشيراً إلى أن إنجازات اليوم هي ثمرة جهود من سبقونا بالعطاء والإصرار، وأكد أن رسالتهم ستبقى حية في قلوب السوريين جميعاً.
وأوضح عميد كليات طب الأسنان في لندن ماهر المصري أن المؤتمر يمثل منصة لتبادل المعرفة والخبرة التي تعيد كرامة الشعب السوري وأن العلم هو وسيلة التعافي وبناء المستقبل، مشيراً إلى أن الشهداء والمعتقلين يمثلون رموزاً للإصرار والإيمان الجماعي بمستقبل أفضل.
من جانبه تحدث مسؤول العلاقات العامة في رابطة سجناء سوريا محمود عاشور عن تجربته خلال فترة اعتقاله التي امتدت لنحو 24 عاماً، حيث عمل خلالها كطبيب أسنان داخل السجن، معبراً عن امتنانه الكبير للتكريم الذي حظي به، واصفاً إياه بأنه دعم معنوي مهم أسهم في تجاوز آثار سنوات طويلة من المعاناة والقهر والظلم في سجون النظام البائد.
فخر واعتزاز بالعطاء المهني والإنساني
عبرت والدة الشهيد محمد فراس عن حزنها العميق الممزوج بالفخر، مشيرة إلى أن ابنها كان مثالاً في التفوق والالتزام العلمي، حيث تابع دراسته في بريطانيا وحصل على الماجستير في طب الأسنان، ورغم الفرص المتاحة له في الخارج، اختار العودة إلى وطنه للمساهمة في تطوير القطاع الصحي.
وأضافت أنها ليست أماً لشهيد واحد فحسب بل لمئتي شهيد ولمئة معتقل قدموا حياتهم دفاعاً عن الوطن، مشيرة إلى أن تضحيات الأطباء الشباب ستبقى حاضرة في ذاكرة المجتمع، مؤكدة أن أحلامهم بمستقبل أفضل لا تزال تلهم الأجيال الجديدة قبل أن يقتل النظام البائد آمالهم.
كما تحدث الطبيب أحمد عناية وهو معتقل سابق عن تجربته خلال فترة اعتقاله التي استمرت أكثر من عامين، مشيراً إلى أنه بعد الإفراج عنه عام 2020، استطاع استكمال دراسته والتخرج من كلية طب الأسنان، موضحاً أن التكريم الذي ناله يعكس تقدير المجتمع لجهود الأطباء وتضحياتهم.
ختام المؤتمر
شهد الحفل حضور عدد من الوزراء والسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في دمشق، إلى جانب عدد من الشخصيات الأكاديمية والطبية.
الجدير بالذكر أن فعاليات مؤتمر ومعرض دمشق الدولي لطب الأسنان انطلقت يوم الخميس الماضي بمشاركة نخبة من الأطباء السوريين المقيمين في الخارج، وأطباء من دول عربية وأجنبية، وتخلله معرض تخصصي وورشات عمل علمية، وذلك برعاية الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية

تصفح المزيد..
آخر الأخبار