الجــمعية الوطنيـــة لإنمـــاء الســـياحة في رحـــلة بحثهــــا عن الصناعـــات الـــتراثية

العدد: 9418

الاربعاء: 4-9-2019

بشعار ترفعه (بلدنا غنية، بأهلها زكية، وبترابها كنوز الأرض مخفية) تسعى في أهدافها على تشجيع صناعات الحرف اليدوية والتراثية، والعمل على تسويقها، ولطالما ضجت حضارتنا بصناعات كانت فيها التجارة ومراكب الحياة، صناعات عبق أريجها في ذاكرة تاريخ يأبى أن يُنسى، وتمحوه قوافل الهجران.

 

– السيدة سحر حميشة، رئيسة الجمعية الوطنية لإنماء السياحة في اللاذقية أشارت إلى أنه منذ نشأة الجمعية، وبدء أعمالها عام 2013 أطلقت مبادرة بعنوان (إحياء التراث) لتبدأ مشوار رحلتها في البحث عن الصناعات التراثية وتوثيقها، إيماناً منها أن الصناعات التراثية هي سلع سياحية تعجب السائح العابر للمسافات والأمكنة ليشتريها كهدايا وذكريات، فهي بالتالي تزيد من الدخل الفردي والقومي..
كانت صناعة البسط على النول أولى هذه الصناعات، حيث كان يوجد أكثر من 11 حياكاً متوزعين ضمن الريف والمدينة في اللاذقية، ولهم شيخ كار من آل السيد، لكن للأسف مع الزمن توقفت هذه الصناعة، وافتقرت حين ابتعاد أهلها عنها، وامتناع الأولاد عن توارثها، وتوجههم نحو أعمال أخرى، ووظائف بعيدة عنها لتصبح بخبر كان، وباتت شبه منقرضة مع وفاة الحياكين.
الجمعية في سعيها لإنعاش هذه المهنة استطاعت الحصول على نول قديم، وبدأت أعمالها فيه، حيث أعلنت عن ورشة تدريب مجانية، غير أن المهنة لم تعد مرغوبة، وليس لمنتجها تصريف، فلا عيش منها، لكن ليس لليأس عندها مطرح، ومؤخراً استطاعت الجمعية إنشاء ورشة في قرية الدامات، وبدأ العمل فيها منذ عامين، لتكون اليوم بصدد إنشاء ورشة جديدة في قرية من قرى جبلة، على أمل أن تزداد هذه الورش، ويزيد فيها العمال والإنتاج.

 

دور الجمعية تطوعي، حيث تقوم على تأمين الورشة، وتدرب من يقصدها ليلمّ بأطراف المهنة، ومن ثم تنسحب الجمعية ليستقل هو بعمله الخاص، غير أنها تساهم معه في التصريف وتشد على يده.
كما أن لدينا اهتماماً بصناعة الحرير الذي بات معرّضاً للغياب والانقراض، غير أن الدولة عادت بمزيد من الاهتمام به مجدداً، وهو ما يفرحنا ويرطب القلب، نتمنى ونعمل جاهدين لإحياء جميع المهن القديمة، ونعتقد أن الأمر معقول، وليس من عقبات في الطريق، في ظل تحسن الوضع في بلدنا، خاصة أن بلدنا لها الحضارة والأبجدية والأرجوان والصناعات التي جاؤوها من كل بقاع الأرض، اليوم هي قليلة الصناعات التراثية، ونعمل على إعادة النبض فيها ومنها الحلويات التراثية والحدادة.
من أهداف الجمعية الوطنية لإنماء السياحة في سورية:
نشر الوعي السياحي على مستوى المواطن والعاملين في مجال السياحة، والقيام بأي نشاط يدعم ذلك، العمل إعلامياً للتعريف بحضارة سورية وتسويقها سياحياً محلياً وعالمياً، تشجيع صناعات الحرف اليدوية والتراثية والعمل على تسويقها، تدريب وتأهيل أيدٍ عاملة في مجال السياحة، السعي لزيادة مشاركة المرأة في التنمية السياحية من خلال تدريبها وتأهيلها للعمل في مجال السياحة، وعلى إنتاج السلع السياحية وتسويق هذه المنتجات.
سورية تمتلك من مقومات السياحة ما يؤهلها لتكون منافساً قوياً في مصاف الدول السياحية في العالم، فاعتدال مناخها والتنوع الحيوي والجغرافي والبشري والبيئي يجعلها مرشحاً قوياً لتكون من الدول الأولى في صناعة السياحة، مما يدعم الدخل القومي ويزيد الدخل الفردي لجميع شرائح المجتمع.
لم تعد السياحة تقف على تعريف التنقل والسفر والرحلات والحفلات بهدف الترفيه وتوفير لخدمات المتعلقة بهذه الأنشطة، بل تعدت ذلك وتنوعت لتشمل جميع جوانب الحياة فمنها: السياحة الترفيهية، الثقافية، العلاجية، البيئية، سياحة المؤتمرات، سياحة التجوال (سيراً على الأقدام) الرياضة، التسوق، الدينية، المغامرات، وجميعها يندرج تحت تصنيف السياحة الداخلية والخارجية.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار