العدد: 9417
الثلاثاء :3-9-2019
لازالت الشمس تكتب نورها على الأبجدية، ومازالت أشعتها ترسم سطور المحبة لحناجر تصدح وتخطّ الروح السورية الأبية، عبيرها مفعم بالحس الوطني والإنسانيّ، رغم الجروح التي ملأتْ أيامنا، فالمكان مازال يحتضن أبناءه، ومازالت الأزمنة تردد ذات النشيد، هذا النشيد الذي يحمل قلوبنا على محياه، ويمتطي طهر الرؤية والأمل.
في جوّ مفعم بالحب، كان للأبجدية لقاء في دار الأسد للثقافة يوم الخميس الماضي للفيف من الأدباء والشعراء من ملتقى القرداحة الثقافي، هذا الملتقى الذي يضم تحت جناحيه عدداً كبيراً من الأدباء والشعراء من كل المحافظات السورية في الداخل والخارج، وكان صلة وصل منذ تأسيسه وإلى الآن، ينتقل عبر الأرض السورية من شمالها وغربها وجنوبها وشرقها، يلاقيها وتلاقيه في أنشودة سورية لمْ يتغيرْ نبضها، فما زال الخط يرسم الصباحات الموشومة بالحب والسلام والأمل، هذا الحب الذي جمع هذه القلوب في مهرجان شعريّ كانت البداية فيه الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهدائنا الأبرار ومن ثم عزف النشيد العربي السوري، بعدها كلمة ترحيبية ألقتها المسؤولة الإعلامية للملتقى عبير إسماعيل قالت فيها: (هنا مدينة خلاصة التاريخ المديد ومختصر تاريخ البشرية على الأرض، مدينة العراقة والخلود السبّاقة في الوجود، ذات الماضي الزاخر والحاضر الزاهر، ابنة الجبل الأشم، عروس المتوسط وجنة الله على الأرض مدينة اللاذقية ترحب بكم ضيوفاً، حضوراً، ومشاركين) لتتوالى الأصوات الشعرية على قصائد تعددت عناوينها لكنّ القلب وحده بقي فيها، ومن القلب ابتدأ الشاعر عمار إبراهيم مرهج قصائده بتحية لسورية ولجيشها الأبيّ في قصيدة كانت بعنوان: أنت العظيم، ثم تلاها مع قصيدتين وجدانيتين كانتا بعنوان: (أيقظة- خجلاً)، كما كان للحب موعد مع الشاعرة منى الخضور التي ابتدأت قصائدها بقصيدة (الحب والأحلام) وأتبعتها بقصدتين كانتا بعنوان (صخب الربيع، وريح الشمال) المهداة إلى جيشنا العربي السوري الذي ما زال يخوض معاركه ضد الإرهاب، أتبعها الشاعر إياد علي موسى بنفس التحية لجيشنا الأبيّ عبر قصيدتيه (صواريخ الجهالة، صرخة المجد) وليكون للحب مطرح فألقى مجموعة من القصائد بعنوان (مقتول- يمين الثغر- معجزتي)، وللسلام القابع في الروح دائماً لجيشنا كانت تحية الشاعرة رائدة قبيلي وقصيدتها (الله أكبر، قامات السنديان) وقصيدة بعنوان (في الغربة)، أما الشاعر أحمد بشار الحلاق ألقى ثلاث قصائد وجدانية كانت بعنوان (شجون، نزاري الهوى، زهور العشق) وليكون للأم السورية البطلة تحيتها من الشاعرة مارغريت جمل التي قدمت لقصيدتها (شريط العمر) قائلة: لسورية وعشقها الأبدي، هذه الرسالة هي رسالة شكر من سورية لشعبها وشكر الروح السورية للأمهات اللواتي يلدن النصر دائماً، تلتها بقصيدة ثانية كانت بعنوان (حطام قلب)، ومن هذا اللفيف الشعري المميز أطلَّ الشاعر سامر محمود الخطيب وأنشد ثلاث قصائد كانت بعنوان عيناكِ ديني، عابرٌ، طواف) كما كان للشعر المحكي حضوره حيث افتتحت الشاعرة بثينة ضوا القادمة من طرطوس بقصيدة محكيّة عن اللاذقية، ثمّ أتبعتها بتحية إلى السيدة الأولى أسماء الأسد وقصيدتها (سيدة الياسمين) وأردفت بقصيدتين كانتا بعنوان (جنون قلم، إلى أمي الغالية) أما ختام هذا المهرجان فكان مع الشاعرة جانيت العباس التي ألقت قصيدةً للشاعر مهنّد صقور الذي ردّ على قصيدتها (وطن) بقصيدة مجاراة كانت بعنوان (وطن بملامح امرأة).
مسؤول الملتقى الشاعر عمار إبراهيم قال: الثقافة هي الحاجة العليا للبشرية، مقولة خالدة للقائد المؤسس حافظ الأسد، وهي شعار ملتقى القرداحة الثقافي وكل حاجات الإنسان محدودة إلا الثقافة فلا حدود لها، ومن هذا المنطلق فإن في كل مهرجان أو نشاط إضافة جديدة سواء من حيث الارتقاء بجوانب السلوك الإنساني والممارسات الاجتماعية للفرد عبر نشر فكر المحبة والتآخي ونبذ أفكار التطرف والكراهية أو من ناحية الإشباع الأدبي للشاعر أو المتلقي عبر صقل الموهبة الشعرية و تهذيب أذن المتلقي.
سلمى حلوم