العدد: 9417
الثلاثاء :3-9-2019
استضافت خشبة المسرح القومي في اللاذقية، فرقة المسرح القومي بدمشق في مسرحيّة (اعترافات زوجية)، المسرحيّة من تأليف الكاتب الفرنسي إيريك إيما شميت، إخراج مأمون خطيب، وتمثيل الفنّانين رنا جمّول ومالك محمد، المسرحية تروي كما يظهر من اسمها، قصة زوجين يتجادلان ويتشاجران بشأن علاقتهما الزوجية على مدى عشرين عاماً كُثّفَتْ بطريقة ذكيّة ومترابطة لنعرف دواخل كل من الزوجين تجاه الآخر ومآخذ كل منهما على الآخر ليجسدا صورة واقعية صادقة لحال كثير من الأزواج الذين يعيشون تحت سقف واحد، ويكبت كل منهما مشاعره تجاه الآخر، لدرجة يحسان فيها أنهما غريبان تحت سقف واحد، وككل الأزواج تلعب عوامل (الشك والغيرة والكذب وحب التملك والإهمال للآخر) عملها لتُخْلِفْ بين الزوجين اللذين رغم كل المنغصات السلبيّة يحبّان بعضهما وتربطهما جوانب هامة أبرزها الأسرة وضرورة استمرارية الحياة الزوجية رغم تناقضاتها هي المشاكل الأزليّة نفسها بين الرجل الكاتب (جمال الساحلي) والمرأة (لينا) الفنانة التشكيلية في المسرحيّة، التي تستغل كون زوجها فاقداً الذاكرة خلال العرض لتحاول التأثير على زوجها وتحاول تشكيله كما ترسمه هي في ذهنها وكما تحلم به مثالياً، واضعةً له صفات خاصّة تحبّها هي وغير موجودة في شخصيته الحقيقية وعلى مدى ساعة كاملة يعيش المتلقي فرجة حقيقية ممتعة على ثنائي محترف متمكن بأدائه وبإخراج متألق .أمّا موسيقا إيّاد حنّاوي فقد أضافت إلى العرض جماليّة خاصة بترافقها مع سينوغرافيا ريم الشمالي ونزار البلال في المسرح كانت لنا وقفات سريعة بدأناها مع الممثلة المتألقة رنا جمّول وعن دورها في المسرحية والرسالة منه؟ قالت: دوري في المسرحية الفنانة التشكيلية لينا المتزوجة من الكاتب جمال الساحلي عن قصة حبّ وتبدأ الأحداث بدخول زوجها إلى المنزل فاقد الذاكرة لتحاول تذكيره بشخصيته ومن هو؟ ولكنها بالحقيقة تحاول تغيير صفات زوجها الشخصية وتجريده من السيئ وتتطور الحوارات لتتكشف الخيوط ويظهر أنّ كل منهما شخصية مختلفة وليظهر أنّه كان للزوجة (لينا) يد فيما حدث لزوجها وفقدانه لذاكرته، كما يدّعي هو، وحتى الزوج يتذكر كل التفاصيل ولكنّه يدخل معها في لعبتها لتتكشف كل الخيوط أما الرسالة والهدف الأهم لهذا النص فهو أن لابد للحياة الزوجية أن تستمر رغم كل المشاحنات والمشاكل وهناك اتفاق ضمني للزوجين معاً أن الحياة الزوجية يجب أن تستمر؟
* هل من كلمة توّجهينها لمحبيك في اللاذقية من على خشبة المسرح؟ سؤالنا للفنانة رنا جمول:
** أستغل فرصة وجودي في اللاذقية التي عملت فيها أجمل الأعمال من رسائل شفهية، ونساجة ماري، المصابيح الزرق، وآه يا بحر لأتمنى لشعب اللاذقية الطيّب والكريم والعفوي كلّ الخير والفرح شعب اللاذقية ومن دون أيّة مجاملة شعب عفوي وطيب وأنا أشبه هذا الشعب وأتمنى أن تتكرر لقاءاتي بجمهور المسرح في اللاذقية دائماً.
أما الممثل مالك محمد عن دوره في المسرحية قال: هي تجربتي المسرحية الثانية وأنا سعيد جداً بالعمل مع الفنانة رنا جمول والمخرج المتميز مأمون خطيب وبالعودة لـ (اعترافات زوجية) أنا جمال الساحلي الذي يدّعي فقدان الذاكرة إثر حادث ألمّ به بسبب زوجته التي قامت بضربه على رأسه والعمل ضمن 50 دقيقة زمن حقيقي مرآة صادقة لحياة زوجية، فهل هو فاقد الذاكرة بشكل حقيقي أم لا؟ النص فكرته جديدة وإن كان يحكي عن مشكلة قديمة ولكن طريقة المعالجة ذكية وتلامس المتلقي، هو نوع جديد من النصوص.
أيضاً كانت لنا وقفة مع المخرج مأمون خطيب الذي سألناه
* لماذا وقع اختيارك على هذا النص؟ وهل هناك أزمة نصوص محليّة لأن أغلب ما نراه مسرحياً يعتمد على نصوص أجنبية؟
** اخترت النص لأن فكرته إنسانية بحتة، وللابتعاد عن النصوص الحربية، لأن الاتجاه نحو نص إنساني يمس جميع شرائح المجتمع، وبسبب ندرة النصوص المسرحية السورية الحديثة، لذلك كان اعتمادي على هذا النص للكاتب إيريك شميت واضطررنا للاستعانة بالإعداد الدراما تورجي الذي قامت به آنّا عكاش لتقريب فكرة النص إلى المجتمع السوري، من أجل كسر الغربة بين النصيّن العربي والأجنبي وفي النهاية أقول: إن جدوى المسرح إنسانيّة ويبقى المسرح واجهة حيوية للفن.
مهى الشريقي