“الزراعة”و”الفاو” تختتمان ورشة حول “الصحة الواحدة” لترشيد استخدام المضادات الحيوية

الوحدة- غانه عجيب
اختتمت في فندق الشام بدمشق اليوم، فعاليات ورشة العمل التي أقامتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” بالتعاون مع وزارة الزراعة، حملت الورشة عنوان “مفهوم الصحة الواحدة وتأطير مقاومة مضادات الميكروبات”، وشهدت مشاركة واسعة من ممثلين عن وزارات وهيئات معنية بالصحة، والقطاع البيطري والبيئي.
تركزت أعمال اليوم الثاني من الورشة على محاور حيوية تتعلق بمقاومة مضادات الميكروبات، وشملت هذه المحاور تعزيز آليات مراقبة مقاومة الميكروبات، وبناء القدرات الوطنية في مجال التشخيص المخبري الدقيق، إضافة إلى التأكيد على أهمية الإدارة الرشيدة لاستخدام المضادات الحيوية، يأتي ذلك ضمن إطار عمل جماعي متكامل يجمع بين القطاعات الصحية والبيطرية والبيئية.
أكد أحمد الحمصي رئيس المخابر البيطرية في مديرية الصحة الحيوانية بوزارة الزراعة، على أن التشخيص الصحيح لأي عينة حيوانية قبل وصف المضاد الحيوي، يُعد خطوة أساسية لتقليل الاستخدام العشوائي وتحقيق نتائج علاجية فعالة بأقل تكلفة، مشيراً إلى أن سورية تمتلك حالياً أكثر من 50 معملاً وطنياً لإنتاج الأدوية البيطرية، وهو ما يسهم في تلبية احتياجات السوق المحلية وضمان فعالية العلاجات.
وفي سياق متصل أوضح الحمصي أن حملات التلقيح التي تنفذها المديرية تتبع مسارين رئيسيين: الأول هو إنتاج لقاحات محلية مثل لقاح “البروسيلا”، وتوزيعها مجاناً أو بأسعار رمزية، أما المسار الثاني فيتمثل في تأمين لقاحات مستوردة للأمراض الوبائية الخطرة، مثل الحمى القلاعية، وذلك بالتعاون مع منظمات دولية، وضمن جداول زمنية مدروسة مسبقاً
من جانبها أوضحت رشا محمد مديرة مركز الدراسات الاستراتيجية والتدريب في وزارة الصحة، أن الأمراض الوبائية المشتركة بين الإنسان والحيوان والبيئة تشكل تهديداً متزايداً، وخاصة تلك التي تنتقل عبر الغذاء، وأكدت على أن سوء استخدام المضادات الحيوية يؤدي إلى تراجع فعاليتها وظهور أمراض أكثر مقاومة.
بدوره، أشار محمد عبود من المكتب الإقليمي لمنظمة “الفاو” إلى أن العمل جارٍ حالياً على جمع بيانات من الحقل والمختبر حول استخدام المضادات الحيوية في الإنتاج الحيواني، ويهدف هذا الجهد إلى وضع برنامج وطني يركز على ترشيد استهلاك هذه المضادات والحد من آثارها السلبية على صحة الإنسان والحيوان.
في ختام الورشة، خرجت بتوصيات هامة تهدف إلى تعزيز تطبيق نهج “الصحة الواحدة”، ومن أبرزها: تشكيل لجنة وطنية تكون معنية بتطبيق نهج “الصحة الواحدة” وتحديد مهامها وصلاحيتها، ومراجعة وتحديث التشريعات الخاصة المتعلقة بالصحة الواحدة لمواكبة التطورات والتحديات، إصدار قرارات داعمة لتسهيل وتفعيل تطبيق هذا النهج على كافة المستويات، تعديل الخطة الوطنية لمقاومة مضادات الميكروبات بما يتناسب مع التحديات الراهنة وآخر المستجدات.
يأتي انعقاد هذه الورشة الهامة في إطار الجهود الوطنية والدولية المشتركة لتعزيز مفهوم “الصحة الواحدة”، بما يساهم في مواجهة التحديات الصحية المشتركة بفعالية والحد من المخاطر المتزايدة لمقاومة الميكروبات.