الوحدة- سليمان حسين
بدءاً من اللحظة الأولى لوصول وزير الخارجية أسعد الشيباني إلى العاصمة الأمريكية، وبعد غياب دبلوماسي طويل عن الولايات المتحدة، بدأ سلسلة لقاءات واجتماعات مع عدد من الشخصيات الدبلوماسية، وكبار المسؤولين، والمختصين في السياسة الدولية.
وقدّم الشيباني خارطة طريق ممنهجة، تهدف إلى التوصل لتفاهمات واتفاقيات تحقق حلولاً جذرية للعقبات التي تواجه عملية النهوض الشامل، التي التزمت بها الدولة السورية بعد التحرير، وإبعاد رموز النظام السابق الذين كانوا يستأثرون بمستقبل البلاد، وربطوا مصالح الوطن بالتعنت الإيراني وسياسته العدوانية، التي سيطرت على عدد من العواصم العربية، بما في ذلك المصالح السورية وعلاقاتها مع الجوارين العربي والغربي.
وبناءً على ذلك، سيتم العمل على إعادة فتح السفارة السورية في واشنطن، والتوصل إلى حلول مع بعض المكونات السورية، التي تعتمد على سياسة التقارب والتخفي وراء دعم غير شرعي من القوى المتنازعة على الجغرافيا السورية.
والأهم من ذلك، تفعيل عمليات إزالة العقوبات المفروضة على سوريا، لتسهيل عملية الإعمار، وتحسين الوضع الاقتصادي المتهالك، وتفعيل الاتفاقيات السابقة، لحماية الحدود الشرعية مع الجوار، وتبني عمليات مكافحة الخارجين عن القانون، لتحقيق استقرار شامل يجمع المكونات السورية تحت مظلة القانون، فضلاً عن استمالة الدعم العالمي لدعم القطاعات العامة والبنى التحتية في سوريا وتطويرها.
تأتي زيارة الوزير الشيباني في هذه المرحلة تمهيداً للزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية، استجابةً لدعوته للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف التأكيد على الالتزام بمد جسور العودة إلى المجتمع الدولي، وعرض الموقف السوري على العالم، وتوضيح الموقف الوطني الجامع، الذي يدعو إلى تحقيق العدل والسلام، والمساهمة الفاعلة في تعزيز الأمن الإقليمي والعالمي، والمشاركة الجادة في جميع القضايا التي تهم المنطقة، وأهمها تفعيل الاتفاقيات، ومنع الانتهاكات، بهدف تحقيق الاستقرار الدائم للمنطقة.