العدد: 9414
الأربعاء: 28-8-2019
لغز محير ويحتاج لمن يفك رموزه وحروفه، ويتمثل هذا اللغز بانتشار ظاهرة المعاهد التعليمية لتلاميذ المرحلة الأولى (التعليم الأساسي) في الريف كما في المدن، وفي الصيف كما في الشتاء، ويومياً نرى التلاميذ مجموعات عائدة وأخرى ذاهبة إلى المعهد.. لسنا بصدد طلاب الشهادات، ولكن هل يعقل أن يكون تلاميذ الصف الأول الابتدائي حتى طلاب الثامن الصف الثامن الإعدادي رواداً لهذه المعاهد؟ هل هي الغيرة؟ ومن المسؤول؟ ومن المستفيد؟ و أين الخاسر من هذت العملية؟ الأهالي منهم من أيّد، ومنهم من رفض الفكرة، ولكن الضرورة تفرض أحكامها، والطلاب في جميع الأحوال هم من يدفع الثمن منذ طفولتهم.
* السيدة أحلام علي أم لخمسة أولاد تقول: أولادي في المدرسة جميعاً، وبالتدريج من الصف الخامس حتى البكالوريا، أنا ضد المعاهد الصيفية مليون بالمئة للمرحلة الابتدائية، والله منظر الطلاب أثناء العام الدراسي محزن، يخرجون من المدرسة ليأتوا إلى المعهد، والآن بشكل متواصل في الصيف ينطبق عليه مقولة المدرسة الصيفية وبأعداد كبيرة جداً، ويصل أعداد الطلاب في القاعة إلى (30) طالباً وطالبة، وبذلك انزاحت عنه صفة الدرس الخصوصي، والطلاب في الصف الأول الابتدائي حتى شهادة الثانوي على الرغم أني أعاني مع أولادي فهم يرغبون بالتسجيل بالمعهد لكي يحصلوا على نتائج مثل زملائهم خلال العام الدراسي، طبعاً قسم من المعلمين والمعلمات في فصل الشتاء تكون معلوماتهم خجولة بعض الشيء في المدارس، وغزيرة في منازلهم ومعاهدهم، ومن يدفع الثمن أبناؤنا وغيرهم ممن وضع أهلهم المادي لا يسمح بأخذ دروس في المعاهد، أنا خلال العام الدراسي أقوم بتقديم المساعدة لأولادي قدر المستطاع، طبعاً أقوم بتسجليهم فقط لغات فرنسي وإنكليزي، فأنا لا أستطيع المتابعة معهم فيها فاللغة كلنا نعلم تحتاج للمتابعة، أملنا أن يكون التدريس من قبل المعلمات والمعلمين جيداً.
* أم لجين تقول: أنا أم لخمسة أطفال، أربعة منهم في المدرسة، والخامس روضة، وجميعهم يأخذون دروساً في فصل الصيف، لم أشعر بأن المدرسة أغلقت أبوابها، فالدراسة مستمرة، أولادي (4) يتدرجون من الصف الأول الابتدائي حتى السادس ودوامهم بشكل يومي، وبفترات مختلفة حسب المواد التي سجلوها، ولكن أشعر بحزن من هذا الوضع، هل عجز المسؤولون عن المدارس، لماذا لا يحصل الطالب على ما يكفيه من معلومات خلال العام الدراسي حتى نضطر لتسجيلهم في معاهد صيفية؟ والمزعج هم نفسهم من يدرسون أولادنا خلال العام الدراسي والفرق بين الحالتين مستوى المعلومة، نريد من يفسّر لنا غموض ولغز هذه الحالة، لماذا المعلومة بالمدارس التابعة لمديرية التربية خجولة وبالقطارة، وفي المعاهد بغزارة؟ نحن في بداية الأمر ونهايته يهمنا أولادنا ومصلحتهم، من حقهم أن يقضوا عطلة صيف مليئة بالرحلات والتسلية حتى يعودوا إلى المدارس بعقول صافية ومريحة لا محشوة بالمعلومة، وإذا تم تسجيلهم بنوادٍ صيفاً تكون للتسلية من رسم، موسيقا، عزف، سباحة وغيرها، لا معاهد علمية، ما يضطرنا إلى اللجوء للمعاهد صيفاً وشتاء هو صعوبة المناهج الجديدة التي لا يتحملها عقل الطلاب، في الصف الأول نضطر لتسجيلهم بدورات، وهذا يعني زيادة تكاليف، كل شهر أدفع لأولادي (20) ألف ليرة للدروس، نحن والحمد لله أحوالنا المادية مقبولة، ولكن من يكون وضعه المادي سيئاً كيف سيتمكن من تأمين هذه التكاليف الإضافية والضرورية، كيف سيكون مستوى أبنائهم التعليمي مقارنة مع أبنائنا؟
12 شهراً بلا راحة
* أبو الليث يقول: أنا أب لأربعة أولاد، جميعهم في المرحلة الابتدائية، بالنسبة للمعاهد صيفاً أو شتاء أنا ضدها مليون في المئة، الله يرحم أيام زمان كنا ننتظر بفارغ الصبر انتهاء العام الدراسي حتى يأتي فصل الصيف لكي نأخذ حقنا من الراحة واللعب والرحلات، ولكن الآن كان الله بعوننا نحن وأولادنا، دراسة على مدار السنة، زوجتي هي السبب في تسجيلهم بالمعهد، برأيها ليس مقبولاً أن الجيران سجلوا وأولادنا يقضون أوقاتهم في الحارات، مصروف أربعة أطفال لمعاهد إضافية يثقل كاهلي، ولكننا مضطرون، ولو يحصلون على هذه المعلومات في العام الدراسي لكان أفضل بكثير لنا كأهل ولكن بالتأكيد سيء بالنسبة لبعض المعلمين.
تتمنى أن تكون هناك رقابة على هذه الأمور، وخصوصاً ونحن أبواب عام دراسي جديد، أرحمونا يرحمكم الله.
وللأبناء آراؤهم!
* الطالب زين سلوم صف سابع: المعهد ليس ضرورياً لو أننا نأخذ نفس المعلومة، ولكن حتى لا يسبقني زملائي الذين سجلوا بالمعهد، الآنسة في الصف تعطينا معلومات، ولن أكون سعيداً عندما يسبقني زملائي في المشاركة بالدرس كونهم يأخذون دروساً إضافية، وبسبب المعهد الصيفي حُرمنا من مشاوير كثيرة، فوقت المعهد يتضارب مع أي مشوار، ولم أشعر بأن المدرسة قد أغلقت أبوابها، وبعد أسبوع سنستقبلها بشكل جدي، الفرق فقط بين الاثنين هو اللباس الذي نرتديه.
* الطالب عيسى معلا: أنا بالصف السابع، وبعد الانتهاء من العام الدراسي سجلت بمعهد صيفي ثلاث مواد: عربي وإنكليزي وفرنسي، والدوام بشكل يومي، وأنا سعيد بالمعهد، فبالإضافة للفائدة من الدروس أدخل إلى صالة الألعاب، وأمضي وقتاً باللعب، وأكون سعيداً جداً بذلك، أجتمع بأصدقاء جدد وغير الموجودين في المدرسة.
* الطالب علي علي صف سادس: أنا أدرس في فترة الصيف بالمعهد، نحن نتعب، تكيفنا الدروس خلال العام الدراسي (معهد ومدرسة) حتى نسجل في الصيف بدل أن نقضي أوقاتنا باللعب واللهو يكون معظمها بالدرس، وحرمت من الكثير من الرحلات بسبب المعهد، وإذا رغبنا بالذهاب إلى أي مشوار نضطر للغياب وهذا يشكل عبئاً إضافياً علينا.
* الطالب عمار هديوي صف ثامن: المعاهد بالصيف ضرورية لنا في الشهر الأخير من الصيف يبدأ الدوام بالمعهد، ونستمر به حتى نهاية العام الدراسي، جميع أيام الأسبوع دوام باستثناء يومي الخميس والجمعة، أتمنى أن تلغى الدروس في المعاهد ونأخذ ما يكفينا خلال العام الدراسي.
* الطالب إبراهيم سلوم صف خامس: سجلت بالمعهد قبل بداية العام الدراسي، لم أشعر بالسعادة في فصل الصيف، وإذا لم أكن بالمعهد أقضيها بالعمل بالأرض مع أهلي، وهذا حرمني أن أقضي وقتي كما أريد من لعب وراحة، أتمنى أن تلغى جميع المعاهد في فصل الصيف والشتاء، وأن نأخذ ما يلزمنا من معلومات ضمن المدرسة.
لنا كلمة
سؤال يطرح نفسه هل يعقل أن يبدأ الأهل بإعطاء الدروس الخصوصية لأولادهم من الصف الأول الابتدائي, نريد تفسيراً منطقياً وعقلانياً، ما السبب في ذلك ولماذا يلجأ الأهالي لإعطاء أولادهم عند نفس المعلمة التي تدرسهم في المدرسة، وتكون معلوماتها غزيرة وكافية ويكون طلابها أنفسهم بالصف مميزين عن غيرهم الذين لم يسجلوا عندها.
غانة عجيب