عاطـل عن العمــــل .. زوجــة نكديـــــة .. هـو الموت حقاً!

العـــــدد 9414

الأربعـــــــــــاء 28 آب 2019

 

 

تكشّف النقاب اليوم عن ازدياد نسبة الزوجات النكديات بعد ارتفاع منسوب ضغوط الحياة وقلة الحيلة مع المعيشة، لتبلغ أعلاها وقد طفى على السطح الزواج الثاني، وهو الذي لم يكن يقبل عليه إلا قليلون.
النكدية.. يعرفها علماء النفس ومن وجهة نظر الرجال بأنها المرأة دائمة النواح، والقادرة على اختلاق المشاكل كل حين، دائمة الشجار، متقلبة المزاج، وغير متزنة، وترفع صوتها، وتزعج الآخرين، فقد تنفجر كقنبلة موقوتة في وجه من أمامها لتفسد سعادة أهل بيتها، وتجعل أوقاتهم نكداً، ويعيشون بمشاكل وأمراض نفسية.

* أبو سامر، أشار إلى أنه يحسد جاره على زوجته الساكنة والراضية بعيشها، رغم كل الفقر والعوز، وقال: زوجتي نكدية ولا تعرف أن تعيش، فقد جعلت حياتي جحيماً، ولهذا أشتغل كل النهار، فلا أعود للبيت غير منتصف الليل، في الصباح أكون بوظيفتي، وفي الظهيرة أعمل بـ (كولبة)، وعند المساء أكون سائق تكسي، وكل ذلك يأتي علي بالمال الذي تريده وتطلبه، لأكون في سعادة وبعيداً عن النكد في المساء، حيث لا تستطيع أن ترفع صوتها فيسمع الجيران، لم تكن كذلك قبل الحرب، بل كانت هادئة وديعة، والسعادة تلف دارنا، لكن عندما بدأ ينقص المال بيدها، وارتفعت الأسعار لجميع استهلاكيات البيت والأولاد أصبحت تشد بالقول على ضعفي، وتصعد من وتيرة نكدها ونبرة صوتها، فخرجت مسرعاً من البيت ليلاقيني صديقي أبو الليث الذي يعاني ما أعانيه، لكنه رغم فقره تزوج مرة ثانية، وقد استفحل به النكد من زوجتين، نجلس في الكافيتريا كل يوم إلى أن مللت، والعيش في البيت لم يعد يطاق، والأولاد في اكتئاب، عندها فكرت بالعمل لأشغل وقتي، وكانت أمي قد نصحتني بزوجة ثانية تسعدني، وقد دخل كلامها عقلي ويلح علي الأمر، لكني أخاف أن أقع بفخ زوجة نكدية مرة ثانية.
× أما أبو حاتم فهو يصبر على زوجته ويقدم لها الأعذار، ويعلم أنه لا يمكنه أن يؤمن من مقومات العيش أكثر مما تطال يده كل شهر، فهو مدرس ويعطي دروساً خصوصية طوال العام، لكن باعتدال لأجل صحته، إذ يعاني الضغط والسكر، لهذا زوجته تخفف من نبرة صوتها حين تراه تعباً، وهو يلاقي لومها وعتبها وشكوكها بأنه يخرج لأجل امرأة غيرها ببعض الكلام يطيب خاطرها، فالأولاد يثقلون عليها كما وظيفتها بالمشفى بدوام طويل، لهذا هو دائماً يصبر ولا يريد أن يفسد حياته وحياة الأولاد.
الحياة متعبة جداً مع زوجة مصابة بمرض خطير اسمه النكد، ليخلو البيت من الراحة وهدوء البال والفرح، لكن ما الحل وهل من علاج؟
* الآنسة عبير سليمان، علم نفس أشارت إلى الإرشادات التي تلزم بها الرجال وقالت: الزوجة النكدية هي من أصعب الزوجات، إذ إن صفة النكد لا يمكن تغييرها بل يمكن التخفيف والتنفيس من وطأتها وسعيرها ببعض التصرفات: التحلي بالصبر والهدوء، وإن لم تستطع ولن تستطيع عليك الابتعاد والخروج من المنزل، أو تجاهلها ولا تسمع ما تفضي به، وإذا بقيت أمامها وهي تنفعل وتفلت رباط لسانها، عليك الابتسام في وجهها وأنت تنظر في عينيها دون أن تتزعزع من مكانك، حاول أن تهدئ من روعها، وعبّر لها عن مشاعرك نحوها، بل أكد لها بأنها أفضلهن وأحسن نساء الأرض، وإن أخطأت بحقها عليك الاعتذار والاعتراف بالخطأ لتكون راضية، اهتم بها وادعم ثقتها بنفسها، وطمأنها فقد تكون منشغلاً عنها طوال اليوم، ولعل إحضار هدية قد يفيدك وهي راضية بأقل الأشياء، حدثها وعبّر لها عن مكانتها في البيت ووسط الأولاد فهي دعامة البيت الأساسية، حاول أن تسألها عن سبب غضبها فقد تكون كثرة الضغوط عندها قد تهدأ، وراجع نفسك فقد تكون تصرفاتك السبب فالكلمة الحلوة سر العلاج والهدوء.
* في دراسة صحية بريطانية أشارت إلى أن الزوجة النكدية تعد سبباً رئيسياً من أسباب وفاة الرجل، فالنكد ليس مجرد إزعاج يمر ببساطة، فله مخاطره على صحة الرجل، وتفيد الدراسة أن العديد من الرجال يشعرون بالاستياء والضيق، كما وجدت أن عبء الشريكة المتطلبة النكدية له علاقة وثيقة بوفاة المئات من الرجال كل عام، حيث إن 2.5 بالمائة من الرجال الذين يعيشون مع امرأة نكدية يتعرضون لنكدها المستمر يموتون على الأرجح خلال عشر سنوات مقارنة مع أقرانهم، أما الزوجات فهن يتمتعن بحصانة أكبر ضد النكد ولا يشكل تأثيراً كبيراً عليهن.
وأضافت الدراسة أن ما يقارب 315 حالة وفاة إضافية عن كل مائة ألف حالة وفاة سنوياً تقف وراءها الزوجة النكدية، فمن المعروف أن التوتر يؤثر سلباً على الصحة، ويزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وأيضاً تشجع على ممارسة العادات السيئة وأولها تناول الوجبات السريعة وعدم ممارسة الرياضة التي تؤدي لتفاقم المشكلة، ولفت الباحثون الانتباه إلى أن الرجال لديهم قابلية للإجهاد.
واقترحت الدراسة أن الذهاب إلى العمل قد يكون طوق النجاة لتخفيف الآثار المرهقة للزوجة، أما العاطلون عن العمل ولهم زوجات نكديات فمن المحتمل أن يكونوا أكثر عرضة للوفاة، حيث أشارت الدراسة إلى وفاة 462 حالة إضافية عن كل مائة ألف شخص سنوياً، والاستطلاع الذي تبينه الدراسة أشار إلى أن ما يقارب نصف الوفيات ناجمة عن السرطان وتليها أمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الكبد والحوادث ثم الانتحار.

هدى سلوم

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار