شجار الإخوة.. دروس خفية في بناء الشخصية

الوحدة- د. رفيف هلال

تظن الأمهات أن المشاجرات بين الإخوة دليل على خلل في التربية أو ضعف في الروابط الأسرية، بينما الحقيقة أن هذه المواقف تحمل في طياتها فرصاً للتعلم والنمو. فالطفل من خلال خلافاته يكتشف ذاته، ويدرك حدوده، ويتعلم كيف يدافع عن رأيه ويُصغي للآخر. هنا نعرض ثلاث زوايا مختلفة من خبرات المرشدات الاجتماعيات حول كيفية التعامل مع هذه النزاعات اليومية.

ترى المرشدة الاجتماعية نغم أن محاولات الأم المستمرة لإجبار أطفالها على الحب أو اللعب بود دائم قد تأتي بنتيجة عكسية، إذ ينفر الطفل من الضغط العاطفي ويفقد حريته في التعبير. لذلك من الأفضل ترك مساحة طبيعية بينهم ليبنوا علاقتهم بطريقتهم الخاصة. المشاجرات ليست علامة عداء، بل طريقة لتفريغ التوتر، ومن خلالها يدرك الطفل أن الحب لا يعني غياب الخلاف بل القدرة على تجاوزه.

المدربة في مجال التنمية البشرية ندى تقول: تدخل الأهل الصارم وقت العراك قد يزيد التوتر بدلاً من أن يخففه. من المهم أن تبتعد الأم عن دور “القاضية” التي تحقق وتوزع الأحكام، وتتحول إلى “المراقب الهادئ”. يكفي أن تعكس مشاعر الطفل أمامه: “أنت غاضب… وأنت حزين”، فهذا الاعتراف يفتح الباب أمامهم للتفاوض بدلاً من الصراع. وبذلك يتعلمون مهارة التفاوض والبحث عن حلول بأنفسهم، وهي مهارات حياتية لا غنى عنها.

تضيف المرشدة الاجتماعية صفاء: القوانين الواضحة داخل الأسرة تُعد المفتاح الأهم لضبط الخلافات. فعندما يعرف الطفل أن الضرب ممنوع وأن الألفاظ الجارحة غير مسموحة، يصبح لديه مرجعية ثابتة للسلوك. إلى جانب ذلك، من المفيد تخصيص أوقات للأنشطة العائلية الإيجابية، مثل الألعاب الجماعية أو الحديث عن الصفات الجميلة في كل فرد. هذه الأجواء الداعمة تساعد الإخوة على رؤية بعضهم كرفاق حياة وليس كمنافسين دائمين.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار