التعلّم بالعقل

العدد: 9413

الثلاثاء: 27-8-2019

 

العقل هذه الكلمة التي تأخذك إلى أماكن كثيرة وعديدة وتبقى أنت في مكانك الماديّ الذي لا يغيّر مطارحه الثابتة ثبات الجبال لكنّها شامخة أبداً محلّقة في فضاءات السؤال الذي لا ينفكّ يبحث عن إخوته من الأسئلة في فلك الجواب الذي في كثير من الأحايين يتحوّل بشكل أو بآخر إلى سؤال جديد ومتجدد فيكون هذا من ذاك وذاك مولّد لذلك وتتنقّل بين جنبات المطارح التي تحار في نفسك وخَلَدك أتسلكها وتتبع مسراها هنا أم تؤجّل المسير إلى حين آخر وتخاف هنا على نفسك من ضياع الأفكار في مدارات البحث كما تخشى على نفسك من أنْ تضيّع القدرة على اتّخاذ القرار .
ولأنّه وحده القادر على ضبط المسار واتّخاذ القرار وتوجيه الباحث نحو هدفه بالعقلانية والقراءة المتأنية الهادئة كان العقل الذي يجعلك تذهب إلى هدفك مباشرة دون الضياع في متاهة من أين أبدأ؟ وكيف أبدأ؟ و.. , لأنّه القادر على التمييز بين الأشياء جيّدها وأجودها, ولأنّه اختصّ لنفسه أن يكون مصاحباً القلّة, ولأنّه ميّز نفسه عن غيره بكثير من الصفات, لأجل ذلك كلّه كان لزاماً عليك أيها الإنسان العاقل أن تؤمن بأنّك لستَ بغائبٍ وذلك لأنّ فيكَ ما يدلّ عليك في غيابك هذا الغياب الماديّ العياني فقط لأنّ للعقل دور بارز وهامّ في فهم ما وراء الأمور الحسيّة والتجريبية كما له الدور الأساسي في فكّ أقفال العلم تلك الأقفال التي تقوم على طرح المسائل والأسئلة فيأخذ دور المقارع خطوب اللا معرفة ليقتحم مغاور المعرفة رافعاً شعار الحاجة العقل إلى العلم وحاجة العلم إلى العقل ليكون الإنتاج العقلي مجدياً نافعاً.
إنّ كلّ علم لا يجعل العقل محوره ونقطة ارتكازه الأساسية في أيّ عملية وأيّ خطوة يخطوها لهو إلى زوال وقبلها إلى الرفض وما أصعب أن يكون العلم مرفوضاً وذلك لسبب سقوط التسمية فلا علم بلا عقل ولا عقل بلا علم ولكن علينا نحن البشر نحن الذين اختصّنا الله عزّ وعلا بالعقل أن نُحسنَ استعماله أحسن استعمال لطالما كان المخلّص والمفكّر والمدبّر كما كان للعقلاء زينة وكان لزاماً علينا أن نتعلّم بالعقل.

نعيم علي ميّا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار