تحديات تواجه محصول الرمان في ظل الظروف المناخية الصعبة

الوحدة-غانه عجيب
تشهد الزراعة السورية تحدياً كبيراً هذا الموسم بسبب شح الأمطار وعدم توفر مصادر مائية بديلة، مما أثر سلباً على مختلف المحاصيل الزراعية، ويأتي محصول الرمان كأحد أبرز المحاصيل المتأثرة بهذه الظروف، نظراً لاحتياجه إلى كميات مناسبة من المياه، وإن كانت أقل من بعض المحاصيل الأخرى.

يُعد الرمان من الفواكه ذات القيمة الاقتصادية والغذائية العالية، وتحظى بشعبية واسعة بين المزارعين والمستهلكين على حد سواء. تتركز زراعته في عدة مناطق سورية أهمها: حمص، حوران، اللاذقية، ودمشق.

انطلاقاً من دورنا كجسر تواصل بين المواطن والجهات المعنية، تلقينا استفسارات عاجلة من مجموعة من المزارعين حول التحديات التي تواجه محصول الرمان، وطلبوا تقديم الدعم والحلول من قبل المسؤولين في القطاع الزراعي.

آراء المزارعين:
المزارع أبو سليم من قرية القلايع قال: هذا الموسم من أسوأ المواسم التي مرت على موسم الرمان كماً ونوعاً، ومع الأسف تعب وجني سنة كاملة يذهب أمام أعيننا ونحن لا حول لنا ولا قوة، لكن أملنا بالمسؤولين العمل على تقديم الدعم والمساعدة في تسويق المحصول الموجود وتقديم التسهيلات لتصريف إنتاجه. والرمان يدخل في استخدامات كثيرة: دبس الرمان والشراب وفاكهة طعمها حلو.
المزارع أبو إبراهيم من قرية بسيسين قال: هذا الموسم استثنائي من حيث الكم والنوع، نناشد لتقديم الدعم في مستلزمات الإنتاج، من تخفيض أسعار العبوات إلى أجور النقل، إضافة إلى تخفيض نسبة أجور السماسرة في سوق الهال التي بلغت 7%.

قمنا بنقل هذه الاستفسارات إلى مديرية الزراعة، حيث صرح المهندس نجوان غزال رئيس شعبة البستنة والخضروات “للوحدة”: بلغت التقديرات الأولية لإنتاج الرمان في محافظة اللاذقية لعام 2025 حوالي 10,560 طناً، وقد تأثر الإنتاج سلباً بالظروف المناخية الحالية وموجة الجفاف، ويؤثر نقص المياه بشكل واضح على جودة ثمار الرمان من حيث انخفاض حجم الثمار، ونسبة السكر والطعم، وهذه التأثيرات تختلف حسب شدة الجفاف ومدته.

تأثيرات الجفاف:
ينخفض حجم الثمار بشكل ملحوظ في حالة الجفاف الشديد لأن نقص الماء يقلل من امتلاء الخلايا، تكون الثمار أصغر حجماً وأقل وزناً، وترتفع نسبة السكريات الذائبة بسبب زيادة تركيز العصير وانخفاض محتوى الماء داخل الثمرة، مما يزيد الحلاوة ويحسن الطعم في بعض الحالات.
وعند الجفاف الشديد يؤدي إلى إنتاج ثمار أقل عصارة، وأحياناً تكون قاسية أو جافة، مما يقلل بشكل كبير من الجودة التسويقية للمحصول.

ولتحسين مقاومة الأشجار للجفاف، هناك العديد من الممارسات الزراعية الوقائية، منها: اتباع أساليب الري الحديثة كالري بالتنقيط، وتغطية سطح التربة للحفاظ على الرطوبة، لأن عدم انتظام الري يسبب تشقق الثمار.

الآفات والأمراض:
تصاب ثمار الرمان بالعديد من الآفات والأمراض، بعضها بكتيري وبعضها فطري، من أبرزها مرض ” عفن القلب الأسود” الذي ينتشر في ظروف الحرارة والرطوبة العالية أثناء الإزهار وضعف التهوية، كما يمكن أن تتأثر الثمار بالاضطرابات الفيزيولوجية كتشقق الثمار وحروق الشمس.

ولتفادي الإصابة بالآفات والأمراض يجب اتباع أساليب الإدارة المتكاملة للآفات، كاختيار الصنف والموقع المناسب، والتقليم الجيد لزيادة التهوية وتقليل الرطوبة، وإدارة الري والتسميد المتوازن، وإزالة الأعشاب والتخلص من الثمار المصابة بعيداً عن الحقل.

طرق الوقاية من الأمراض الفطرية:
يجب التركيز على الرش الوقائي بالكبريت الميكروني وأوكسي كلور النحاس قبل ظهور الإصابة، والتدخل بالمبيدات الفطرية عند الحاجة، واستخدام مستحضرات التريكوديرما لتقليل أعفان الجذور.

وبشكل عام لا يوجد صنف رمان مقاوم للأمراض بشكل مطلق، لكن بعض الأصناف تتميز بصلابتها أو قدرتها على تحمل الظروف البيئية القاسية أو الآفات بشكل أفضل.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار