هل تتنفّس رياضتنـــا الصعـــداء؟ التسريبات توحي بـ «التفاؤل» والأهم ما سيتمّ إعلانه رسمياً

العدد: 9411

 الأحد-25-8-2019

 

 

لا يمكن فصل النتائج عن الإدارة، ولا يمكن أن ننكر أن العلاقة متبادلة بين الأمرين، لكن النتيجة تأتي بعد عمل، وهذا يرجّح أسبقية الإدارة على النتيجة، ولا نعتقد أن هناك من يخالفنا الرأي، أي أنّ جبل النتائج السلبية لرياضتنا هو بسبب ضعف إدارة العمل الرياضي (هو تخفيف لمقولة الفشل الرياضي)، ولأن كثيرين باتوا على قناعة كبيرة بحتمية التغيير في كل مفاصل رياضتنا (ويبدو هذا الأمر قادماً لا محالة) فهل سيكون كما نشتهي، أم أن القادم لقيادة دفّة رياضتنا من (نفس السلة) التي لم يحالفها التوفيق خلال عقود من الزمن؟
وصلتنا تسريبات كثيرة تتعلق بالمشهد القادم لكن لا نستطيع التعامل معها على محمل الجدّ إذ لا يوجد ما يدعم حتميتها، لذلك لا نريد أن نسقط في الاستنتاجات، مانحين أنفسنا بعض الوقت لتنجلي الصورة بشكل نهائي..
ثلاثة عناصر أساسية إذا ما توفّرت في المشهد القادم تمنحنا التفاؤل كاملاً: وجوه جديدة، صلاحيات مطلقة، إمكانيات مادية..

لماذا الوجوه الجديدة؟
كل من عمل في الرياضة السورية لن يستطيع أن يضيف لها أي جديد، وإن قال إنه يستطيع ذلك فهذه تهمة، يوضحها السؤال: لماذا لم تعطِ كلّ ما عندك إذاً؟
بقليل من التروّي والهدوء نجد أنفسنا بانتظار شخصية لم يسبق لها أن كانت في المشهد القيادي السابق، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المهمة إدارية بحتة، أي أن (النجومية) ليست معياراً للعمل الإداري القيادي..
خبرة الإدارة مطلوبة، أما العمل الفني وكما نكرر باستمرار فيمكن تلبيته من خلال استقطاب الكفاءات في لجان أو في إدارة ورشات عمل وإعداد دراسات وتقديمها لأصحاب القرار الرياضي.
الصلاحيات الممنوحة
لاعتماد أي مشروع تطويري استراتيجي يجب أن تُعطى لمن يعتمده الصلاحيات الكافية لإدارة أدوات تنفيذه، وأن تكون المحاسبة أو المراجعة مع نهاية كل مرحلة، وألا يُسمح بالتشويش عليه، وأن تُجنّد في سبيله طاقات وتجارب معتمدة، حتى إذا ما كانت المحاسبة فتكون عادلة وحقيقية..
الإمكانيات المادية
تستطيع المؤسسة الرياضية تحقيق الاكتفاء الذاتي مالياً لو تحسن استثمار مواردها بشكل صحيح..
لدينا بنية تحتية قادرة على الإنتاج الحقيقي، لكن إهمالها، وعدم المحافظة عليها، وسوء استثمارها، كلها عوامل حولتها من نعمة إلى نقمة، إذا تتطلب صيانتها وإعادتها إلى ما كانت عليه مليارات الليرات السورية، قد لا تكون متوفرة حالياً، ولكن يمكن توفيرها بالتقسيط وعلى مراحل، يتم في كل مرحلة وضع قسم منها في طور إعادة البناء والتأهيل لتستعيد دورها المنتج، وإلى أن يكون ذلك لا بد من رصد ميزانية (استثنائية)، توفّر الحد الأدنى من مستلزمات العمل الرياضي وإدارته بشكل مدروس وتحت المراقبة.
مجرد كلام
حلّ اتحاد كرة القدم، والحديث عن قرب حلّ المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، وأيضاً الحديث عن محاسبة المقصرين هنا وهناك لا يشكّل حلاً، هو صحيح خطوة في الاتجاه الصحيح، ونقطة نهاية لحالة فشل طالت كثيراً، لكن الإقلاع الحقيقي برياضتنا هو الخطوة الأولى على طريق الحلّ، وهذا ما نحاول أن نكون قريبين منه ولو باقتراح بسيط!
لدينا الكثير لنقوله في هذا السياق، ولدينا الرغبة أن نجد من يهتم بما نقوله فلا هدف لنا سوى مصلحة الرياضة السورية وازدهارها وعودتها إلى الواجهة عربياً والمنافسة آسيوياً والمحاولة عالمياً، فقد مللنا بطولات غرب آسيا والدورات الودية ومع هذا فقد سبقتنا لبنان في بطولة غرب آسيا بألعاب القوى!
لن نعيد (تسجيلات الفشل) فقد أصابت جمهورنا بالصداع، والكلّ يعرفها، لكننا حقاً سنزعل كثيراً إن انتقلنا من تحت الدلف إلى تحت المزراب..
إعادة إعمار الرياضة السورية جزء مهم من إعادة إعمار سورية، والرياضة ركن أساسي في اقتصاديات الدول وليست مجرّد لعب، وإن لم نقتنع أنها كذلك فلن تتطور!
متفائلون
أياً كان القادم إلى رياضتنا فهو سيكون حتماً أفضل مما مرّ عليها، لأن المشهد الذي يُرخى الستار عليه كان الأسوأ على الإطلاق إدارياً وفنياً، وهذا الكلام ليس رأياً شخصياً وإنما رأياً عاماً تؤكده الوقائع، وما الطفرات القليلة التي حدثت إلا (الناجي الوحيد حسب منطق (ضيعة ضايعة)، وحتى لا ننتظر أن يدبّ الفهم لدى (أبو نادر وحسان) يجب أن نعترف لا على أنفسنا وإنما على كلّ من قصّر أو تعمّد التعطيل.
تستحق الرياضة السورية (وزارة) لها هيكليتها الواضحة وآليات عملها التنفيذية المعللة بالقوانين بعد عقود من الهواية والارتجال والمزاجية.
نعم، إن إعادة النظر بهيكلية الرياضة السورية مهم جداً، وأن يكون هناك وضوح كامل وتحديد مسؤوليات دقيق، وتوزيع مهام بكل فعال، ولا يعقل أن يكون تغيير تسمية موظف في دير الزور بحاجة لقرار من رئيس الاتحاد الرياضي.

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار