الوحدة- ديما محمد
مع تزايد الطلب على المنتجات الحيوانية، تبرز المداجن كركيزة أساسية في الأمن الغذائي، لكنها تواجه تحديات صحية وزراعية تستلزم يقظة دائمة من المربين والتزاماً صارماً بقواعد التربية الحديثة.
الدكتور البيطري حيان أسعد أوضح للوحدة أن أبرز ما يواجه المربين اليوم هو الأمن الحيوي، فالتقارب بين المداجن يزيد من احتمالية انتشار الأمراض الوبائية، مايشكل خطراً مباشراً على القطيع والإنتاج. ولضمان تربية سليمة، شدّد على أهمية توفير درجات الحرارة المناسبة لكل مرحلة عمرية، والحفاظ على جفاف الفرشة، والتهوية المتوازنة، ولاسيما في الشتاء لتجنب الأمراض التنفسية والرطوبة المسببة للإصابات الطفيلية كالكوسيديا.

وأضاف د. أسعد أن طبيعة الأمراض تختلف باختلاف الفصول، إذ يكثر في الصيف انتشار الإيكولاي والتهابات الأمعاء، بينما تظهر في الشتاء الأمراض الفيروسية التنفسية والإصابات الطفيلية. وللحد من هذه المخاطر، ينصح بالتعقيم الدوري للمداجن والمستلزمات، والالتزام ببرنامج لقاحات يشمل أهم الأمراض الفيروسية، إضافة إلى التدخل البيطري المبكر عند ملاحظة مؤشرات الخطر مثل انخفاض استهلاك العلف أو النفوق المفاجئ.
وأشار د.أسعد إلى أن معاناة المربين لا تقتصر على الجانب الصحي فقط، بل تشمل أيضاً الأعباء الاقتصادية الناتجة عن ارتفاع أسعار الأعلاف واللقاحات. ومع ذلك يبقى التزامهم بالإجراءات الوقائية وخبرتهم في التعامل مع هذه التحديات الضمانة الأساسية لوصول منتج صحي وآمن إلى المستهلك.
ورغم كل الصعوبات، تبقى المداجن بيئة إنتاج حيوية، حيث يلتقي العلم بالتجربة ويثبت المربون بجهودهم أن النجاح ممكن متى ما اجتمع الوعي والالتزام. فهم الركيزة الحقيقية في تعزيز الأمن الغذائي وتوفير منتج آمن وبجودة مستدامة.