صور أليمة تنبض في ذاكرة السوريين

الوحدة _ يمامة ابراهيم

تستعيد الذاكرة الجمعية لعموم السوريين مجزرة الغوطة التي أظهر فيها النظام البائد أساليب في القتل و الإبادة تجاوزت في بشاعتها ودناءتها مجزرة دير ياسين وكفر قاسم.. مئات الأبرياء من نساء وشيوخ وأطفال قضوا خنقاً بغاز السارين شديد السّمية بلا ذنب أو جرم.

اليوم.. إذ تستعيد الذاكرة هذه المجزرة إنما كي تبقى تؤشر لمأساة شعب واجه الطغيان ودفع لأجل ذلك دمه وحياة أطفاله، الذاكرة مثقلة بالوجع وصور الضحايا وأكوام الجثث، حيث عائلات بكاملها أفرادها لم تعط لهم فرصة للوداع وحيث أمهات يحضّن أطفالهن في مشهد دفع العالم بأسره لإصدار بيانات الشجب و الإدانة والمطالبة بتقديم الجناة إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاكمتهم كمجرمي حرب.

ماحصل في الغوطتين تلته مجازر مماثلة في خان العسل وخان شيخون ودوما، وكل ذلك لفرض الاستسلام وإنهاء ثورة الحرية، لكن الإرادة الشعبية لا تقهر ولا تهزم ولا تستسلم.

اثنا عشر عاماً مرت كأنها البارحة لأن أرواح الضحايا كانت المنارة لمواصلة طريق النضال حتى أن تحقق النصر الذي ولد من رحم المعاناة ومن صميم المآسي، حيث رسمت صرخات المظلومين خيار النضال من أجل الحرية وكرامة الوطن.

أكثر من ١٤١٠ من الأبرياء استشهدوا في مجزرة كيماوي الغوطة، منهم مايزيد عن ٢٠٠طفل وامرأة، لم تشفع للأطفال طفولتهم البريئة، ولا للنساء أمومتهنّ، ما زاد من بشاعة الجريمة التي ستبقى مؤشراً لايزول على إجرام نظام أوغل في الدم وقتل الأبرياء، متناسياً أن هذا الدم سيزهر نصراً وكل قطرة سفكت كانت ترسم صوراً أليمة تنبض في ذاكرة لاتموت.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار