70% خسارة في موسم الورود الإنتاجية بريف القرداحة… المزارعون بين الخسارة والانتظار

الوحدة- ديما محمد
تُعد زراعة الورود الإنتاجية من أبرز مصادر الرزق لعدد كبير من العائلات الريفية في الساحل السوري، فهي ليست مجرد رمز للجمال والبهجة، بل تدخل في الصناعات العطرية والغذائية والطبية، وتشكل عماداً أساسياً لمعيشة الكثير من الأسر التي تنتظر موسمها بفارغ الصبر بعد أشهر طويلة من العناية والجهد.

لكن موسم هذا العام بريف القرداحة جاء مخيباً للآمال، إذ سجل تراجعاً حاداً بلغت نسبته نحو 70% مقارنة بالمواسم السابقة، ما انعكس مباشرة على حياة المزارعين وأسرهم.

وفي لقاء مع ماهر سليمان رئيس جمعية الورود الإنتاجية في قرية قلعة المهالبة، أوضح أن “الموسم كان سيئاً جداً بسبب نقص المياه وعدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيل مضخات الري، إضافةً إلى تراجع الموارد المائية بشكل عام”، مؤكداً أن هذه العوامل مجتمعة أدت إلى خسائر كبيرة للمزارعين.

وأضاف سليمان: الورود كانت تمثل باب رزق أساسياً لمعظم العائلات هنا، لكن بعد شهور من العمل المضني لم يجنِ المزارعون سوى الخسارة والإحباط، فيما لم نتمكن من اتخاذ أي إجراءات إسعافية لمعالجة الوضع.

وأشار إلى أن الجمعية التقت مع رئيس اتحاد الفلاحين وشرحت معاناة المزارعين، حيث وُعدوا بالعمل على إيجاد حلول عند استقرار الظروف وبحسب الإمكانات المتاحة.

من جانبهم عبر عدد من المزارعين عن خيبة أملهم الكبيرة، معتبرين أن ما زرعوه طوال العام قد تلاشى مع غياب الدعم الكافي، وأكدوا أن استمرار هذه الظروف يهدد بترك الكثير منهم لهذه الزراعة التي طالما شكلت مصدر فخر ورزق لهم.

وبينما كان الأهالي يترقبون الموسم ليكون معيناً لهم في مواجهة ظروف الحياة الصعبة، جاءت النتائج على عكس التوقعات، لتُعيد إلى الواجهة تساؤلات ملحة حول ضرورة إيجاد حلول مستدامة لمشكلات الري والكهرباء التي تهدد مستقبل هذه الزراعة الحيوية في المنطقة.

ويبقى أمل المزارعين معلّقاً على خطوات عملية تعيد الحياة لمزارعهم، وتضمن استمرار زراعة الورد التي تحمل معها عبق الرزق قبل عبق الورد.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار