الأمثال الشعبيّة.. قصصٌ وحكايات تاريخية

الوحدة- ندى كمال سلوم

لكلِّ مثلٍ حكاية وقصة تعبّر عن مضمونه، ويعكس الأحداث التي قيلت لأجله، تتناقله الأجيال على مر العصور والأزمنة، وفيما يلي بعضاً من هذه الأمثال مع قصصها.

يُضرب المثل الشعبي “عادت حليمة لعادتها القديمة” عند عودة الشخص إلى عاداته القديمة مرة أخرى، وأصبح هذا المثل دليلاً على الشخص الذي لا يتغير تغيراً كاملاً بل يعود إلى ما كان عليه منذ فترة.

يحكي المثل قصة امرأة من العصر الجاهلي تُدعى “حليمة” وهي زوجة حاتم الطائي، والذي كان أحد أعظم شعراء العصر الجاهلي ومضرب المثل في الكرم، حتى أن الكرم قد نسب إليه فيُقال عن الشخص الكريم: “كرمُهُ كرمُ حاتم” أو يُقال عن الكرم الشديد “الكرم الحاتمي” أي أنّ الكرم المبالغ فيه يشبه كرم حاتم الطائي.

وللمفارقة، كانت زوجته “حليمة” مضرب المثل في البخل حيث كانت لا تضع من السمن إلاّ القليل أثناء طهيها الطعام، وأحياناً لا تضعه  أبداً، فوجّه لها زوجها انتقاداً حاداً وقال لها إنّه قيل قديماً أنّ من تضع السمن الكثير في إناء الطَهي يطولُ عمرها. وبالفعل بدأت حليمة تضع سمناً كثيراً في إناء الطبخ أثناء إعداد الطعام الذي تطهوه لضيوف زوجها، واستمرّت على ذلك لسنواتٍ عدَة.

ولكن حدث لها مُصاب جعلها تتوقف عن عادتها الجديدة هذه، وترجع إلى ما كانت عليه، وهو وفاة ابنها الوحيد الذي كانت تُحبّه حُباً جمّاً، فأصابتها حالة اكتئاب مُزمنَة جعلتها تُقلل السمن في الطعام حتى لا يطول عمرها لتموت وتلحق بابنها سريعاً.

ومن هنا ضُرب المثل الشعبي “عادت حليمة لعادتها القديمة” للشخص الذي لا يستطيع العدول عن عاداته القديمة.

أما المثل الشعبي القائل “مثل القطط بسبع أرواح” فيُضرب للشخص الذي يواجه العديد من المُشكلات والنوائب والحوادث في حياته، ثم يخرج منها بدون خسائر تُذكر، فيُقال إنه مثل القطط بسبع أرواح. وهنا لابدّ من طرح السؤال الآتي: لماذا القطط تحديداً؟
والإجابة تكمن في الصفة التي تتميز بها القطط فهي تقفز من ارتفاعٍ شاهق وتسقط بمُنتهى المرونة، ثم تنهض وتركض بعدها مباشرةً وكأنها لم تقفز من ارتفاعٍ كبيرٍ للتوّ. ولهذا  ألهمت القطّة أجدادنا ليخرجوا بهذا المثل الشهير “مثل القطط بسبع أرواح”.

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار