والطير يرقص مذبوحاً من الألم!

العدد: 9287

7-2-2019

 

عندما ألقى الفنان الكبير دريد لحام ثوب الكوميديا على كلمات المبدع الراحل محمد الماغوط (. . باقي هالشفّة وبتخلص القضية) أبكانا ضحكاً وأضحكنا ألماً . .
شفّتنا الأخيرة ترفض أن تكون أخيرة، ولا هاتف من علياء ينادينا ولا من أحد يسأل علينا، وكثيرٌ علينا أن نردد في غرفة مظلمة (فطوم . . فطوم فطومة . . خبّيني ببيت المونة)!
أتمنى لو أُشفى من شقاء كرة القدم وأن أشطب من ذاكرتي كلّ وجعها، وأقصّ شعري على (الموضة) وأمضي دون (وجع قلب) إلى لهوٍ لا عناء فيه ولا آه تحدّ من انطلاقته، وكثيرون مثلي ممن أوجعهم إدمان كرة القدم يتمنون لو ينطلقون خارج جلطاتها التي أصرّ ويصرّ كلّ من امتطى ضعفها (عنوة) أن يتبارى بالضعف والسوء مع من سبقه إلى تدهورها وانحدارها . .
لا (نَفس) عندنا حتى لمتابعة مباريات الدوري، وربما معدّل الحضور الجماهيري في المرحلة الأولى إياباً يؤكد هذا الأمر وخاصة في ملعب الباسل باللاذقية والذي اعتدنا أن يكون هو مقياس (ريختر) الجمهور في سورية، وكذلك الأمر بالنسبة لحضور الجمهور البرتقالي وهذا يدلّ وكما أشرنا إلى (قرف) الجمهور من كرة القدم بسبب اللا مبالاة التي كانت حيال مشاعر الجمهور بعد خيبتنا الآسيوية . .
ثمّة نقطة أخرى يمكن الحديث عنها وهي ما يتسرب أو يُنقل عن خبرات الكرة السورية ورفضها العمل نهائياً مع اتحاد كرة القدم طالما السيد فادي دباس رئيساً له، وبمعنى آخر أصبح السيد دباس رمزاً لفشل لا يقبل أحد أن ينتمي إليه . .
الاتحاد الياباني لكرة القدم، وبعد أن سجل منتخبه حضوراً لافتاً في نهائيات كأس العالم الأخيرة، ووصل نهائي بطولة آسيا التي اختتمت قبل أيام اعتذر صراحة (وليس ببلاغ) للجمهور الياباني وصدرت الكثير من التصريحات في هذا الإطار، وقائد منتخب اليابان يقول بعد خسارة النهائي: ما فائدة كلّ ما قدّمناه في البطولة؟
نعم هم يحترمون أنفسهم ويدركون أن لا قيمة لوجودهم دون رضى جمهورهم، أما عندنا وبكل أسف ربما سيطالبوننا كجمهور وكإعلام بالاعتذار منهم لأننا عاتبناهم، والأمرّ من هذا كلّه أن من يُفترض به أن يهمّ بالمحاسبة (وقد وعد بذلك) لا حسّ ولا خبر، واتحاد الكرة يلقي بكلّ أوراقه لامتصاص غضب الجمهور المستمر!
لهذه الأسباب والتفاصيل هم تطوروا وتقدموا ونحن نراوح في مكاننا وسنبقى ما بقيت هذه العقلية في إدارة كرة القدم السورية . .
الجمهور السوري لا يحق له أن يفرح ولا يحق له أن يعبر عن وجعه، والدور الوحيد (المرضيّ عنه) هو أن يصفّق لهم، ولن يصفّق لفشل يتجدد ويستمر!

تصفح المزيد..
آخر الأخبار