الوحدة- سليمان حسين
في هذه الأيام الحارّة التي تمرّ على عموم المنطقة، يتعزّز التوجّه الطبيعي نحو المناطق السياحية، وخاصة الجبلية منها، غير أن الواقع يفرض على الزوّار البحث عن الأفضل من ناحية الطقس وما يناسب الأبدان خلال هذه الفترة الساخنة.
بشكل عام، تتفوّق المناطق الجبلية خلال هذه الفترة على الشواطئ البحرية، بغضّ النظر عن ميزات السياحة البحرية المتكاملة، ومن هذا المنطلق، لا بد من أن يقدّم العاملون في القطاع السياحي، العام والخاص المناطق الجبلية للمصطافين بأبهى حُلّة، وذلك عبر تقديم منتج سياحي تتوفر فيه الطرق المثالية الراقية، مع صيانة الطرق السيئة وتعبيدها، ووضع لوحات إرشادية لخرائط وجغرافيا المواقع السياحية على الطرقات العامة والفرعية.

يجب أن يتم ذلك بالتزامن مع تحسين إمكانية الوصول والتواصل عبر خرائط الهواتف الذكية، إذ إن سوء التغطية الشبكية يُصعّب مهمة التوجيه عبر تطبيقات مثل Google Earth، كما يجب توفير الخدمات اليومية الضرورية في هذه المناطق.
أما الأمر الأهم، فهو تعزيز الجانب التراثي الشعبي للمواقع السياحية الجبلية، مثل خدمات “التنّور” وما يقدّمه من أطعمة تقليدية تشجّع الزوّار على القدوم، وكذلك عرض المنتجات الزراعية والحرفية التي تختص بها القرى على تلك الطرقات، كفواكه المواسم الحالية مثل التين والتفاح والصبر، بالإضافة إلى الصناعات اليدوية كالمربيات وغيرها من المنتجات التي تُكمل صناعة السياحة المحلية الناشئة.
ومن أشهر المواقع الجبلية والساحلية التي تشهد إقبالاً لافتاً خلال هذه الموجة الحارّة: سلسلة تلال صلنفة والقرداحة وكسب والحفة والدريكيش، وقرى الجرد ومشتى الحلو وصافيتا، بالإضافة إلى مواقع كثيرة تتخللها أودية جبلية وأنهار دائمة الجريان، جميعها أصبحت مقصداً لعشاق الطبيعة الجبلية، بعيداً عن البحر وصعوبة التكيّف مع الرطوبة العالية.


