العـــــدد 9408
الثلاثـــــــاء 20 آب 2019
ربما فرضت علينا ظروف الـ 8 سنوات الماضية أن نعتمد على نفسنا، لاستحالة استقدام لاعبين ومدربين من الخارج، وهذا الأمر أفادنا من حيث الشكل، وأتاح الفرصة لجيل من اللاعبين أن يأخذ مكانه وخاصة في كرتي القدم والسلة، ولو أن باب الاحتراف الخارجي مفتوح أمام أنديتنا لما أخذ عدد كبير من اللاعبين فرصتهم . .
أما ما يخصّ المدربين فقد فرضت هذه الظروف على الأندية أن تعتمد على المدرب المحلي، ما حفّز الكثير من اللاعبين السابقين على الاتجاه إلى التدريب واتباع دورات آسيوية متقدمة، فأصبح لدينا عدد كبير من المدربين وهذا جيد أيضاً.
ما زلنا في الإطار النظري، لكن ما حقيقة هذا الحضور وماذا أنتج؟
لنكن صريحين إلى حدّ الوجع، ولنقل ما لنا وما علينا، فإنه وخلال ثمان سنوات ونيّف لم نشعر بوجود أي عمل رياضي إيجابي، وخاصة في كرتي القدم والسلة، وكلّ ما استطعنا فعله هو الحفاظ على هاتين اللعبتين لكننا لم نستطع تطويرهما . .
الهدف حالياً، أو ما يجب أن يكون هو أن نلتفت إلى الجودة بعد أن امتلكنا الكمّ، وعلى اتحاد كلّ لعبة أن يسعى إلى تطوير كوادره وخاصة التدريبية، وأن يلحقهم بدورات عالية المستوى، وأن يبادر هؤلاء المدربون إلى تطوير قدراتهم وعدم الاكتفاء بالشهادات النظرية، وألا يتسرّعوا الاحتراق بتجارب صعبة وغير مدروسة.
العمل على إنتاج لاعبين ومدربين جيدين سينعكس مستقبلاً بشكل جيد على المنتخبات الوطنية وعلى الأندية، ولكم أن تراجعوا الأرقام التي تدفعها فرق كرة القدم لاستقدام لاعبين، هذه الأرقام الفلكية ليس سببها قيمة اللاعب الفنية وإنما قلّة العرض وقلّة عدد اللاعبين، لذلك يمكن الاستثمار باللاعبين، وهو أفضل استثمار.
لن يتأخر السماح للاعب الأجنبي من العودة إلى ملاعبنا، وعندها سيجلس لاعبنا على دكّة البدلاء إن لم تكن صناعته جيّدة، فخذوا الحيطة قبل فوات الأوان.