العـــــدد 9407
الإثنـــــين 19 آب 2019
منذ أن طرق الاحتراف أبواب رياضتنا، راحت أنديتنا تلهث خلف من يستطيع الإيفاء بالتزاماتها المالية، وركّزت رياضتنا في خياراتها الإدارية على من يمتلك هذا المال دون التفكير بمؤهلات الشخص الرياضية، ما أوجد حالة من الفوضى والمزاجية وربما الخروج على النص في معظم أنديتنا..
اليوم ونحن نستعرض بعض الآراء التي قد تفيد في إعادة توجيه بوصلة الرياضة السورية فإن إعطاء هذا الموضوع ما يستحقه من أهمية هو أساس التحوّل الإيجابي الذي ننشده..
كيف يقبل على سبيل المثال أي مدرب أن يقبض عشر ليرات بينما يقبض اللاعب مئة ليرة؟
هناك خلل ما يجب أن يعاد النظر فيه، لا في هذه الفوارق المالية وحسب وإنما في أمور كثيرة، غذ أصبح اللاعبون يعتقدون أنّ بإمكانهم تغيير الإدارة وتغيير المدربين وغير ذلك!
حسب توقعاتنا، فإن مردّ ذلك إلى الإدارات والتي غالباً ما تُفرض فرضاً، فتعمل على تبنّي تيار ما داخل النادي يكون صلة وصل مع لاعبين في كل فريق أو كل لعبة، وتغيب الإدارة الحقيقية عن أجواء العمل، وتركّز هذه الإدارات على فريق كرة القدم وتهمل بقية الألعاب لأنها بالأساس جاءت للبروظة في ملاعب كرة القدم..
المقترح هو أن تكون هناك إدارات رياضية حقيقية تعمل على تطوير الرياضي لا على استقدام حالات جاهزة (تبيّض) صورتها خلال فترة تواجدها القصيرة، وأن تُدعم هذه الإدارات مادياً، وإن كان هناك داعمون حقيقيون فليضعوا أموالهم في حساب النادي الذي سيدعمونه وليتركوا إدارته (الرياضية) تعمل لمستقبل النادي وليس لحالة آنية..
انظروا إلى الأندية التي كانت تعد مفرخة للاعبين (حطين مثالاً)، كيف اشترى هذا الموسم فريقاً كاملاً؟
لو أن الدعم الذي يتلقاه حطين يُسخّر لبناء رياضي حقيقي في قواعد كرته وستكون النتائج أفضل بكثير.
المشكلة أن الداعم يريد أن يظهر فوراً ولا قدرة له على انتظار إنتاج وإثمار الزراعة بشكلها الطبيعي لهذا يستقدم لاعبين جاهزين بدل أن يبني لاعبين.