الوحدة- رنا غانم- بتول حبيب
تشكل المخابر التعليمية في كلية الطب البشري بجامعة اللاذقية الركيزة الأساسية للتعليم العملي، حيث تحتضن أعداداً متزايدة من الطلاب وتسهم في إعدادهم للمرحلة السريرية والمهنية، ورغم التحديات المتعلقة بالاكتظاظ ونقص بعض الموارد، تعمل إدارة الكلية على تطوير البنية التحتية وتحديث المناهج، بما يضمن جودة التعليم الطبي وتخريج كوادر قادرة على المنافسة محلياً ودولياً.
جريدة الوحدة التقت عميد كلية الطب البشري في جامعة اللاذقية الدكتور فواز بدور وقال: تضم كلية الطب البشري في جامعة اللاذقية تسعة مخابر تعليمية رئيسية تغطي التخصصات الأساسية للتعليم الطبي وهي مخبر الفيزيولوجيا، مخبر الجراثيم، مخبر النسج، مخبر الجنين، مخبر التشريح المرضي، مخبر الحيوية، مخبر الأدوية، مخبر التشريح الوصفي ومخبر المهارات السريرية، وقد تم مؤخراً افتتاح تسعة مخابر إضافية بهدف استيعاب الزيادة الملحوظة في عدد الطلاب المسجلين سنوياً، وضمان سير العملية التعليمية.
وبين أن كلية الطب البشري بجامعة اللاذقية تشهد كثافة طلابية كبيرة إذ يزيد عدد طلاب السنة التحضيرية عن ١٦٠٠ طالب وطالبة، ويقدر عدد طلاب السنة الثانية حوالي ١٢٠٠ طالب، فيما يتجاوز طلاب السنة الثالثة ١٠٠٠ طالب، وعدد طلاب السنة الرابعة يزيد عن ٨٠٠ طالب، ويتم توزيع هؤلاء الطلاب على الفئات العملية في المخابر بما يتناسب مع سعة كل مخبر وإمكانياته.
وعن تنظيم الجلسات العملية والفئات الدراسية أكد بدور أنه لضمان جودة التعليم العملي في ظل هذه الأعداد الكبيرة من الطلاب تم اتخاذ عدد من الإجراءات التنظيمية، أهمها تقسيم الطلاب إلى فئات يتراوح عددها بين ١٦ إلى ٢٤ فئة لكل سنة دراسي، ويتم توزيعهم على الجلسات العملية بالتناوب بما يضمن حصول كل طالب على الوقت والتدريب الكافيين، كما تم التشديد على أهمية الجلسات التعويضية حيث وجهت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بضرورة مراعاة الحضور العملي للطلبة وإجراء جلسات تعويضية عند الحاجة، وعدم حرمان الطلبة من الامتحانات العملية.
وأضاف: ” تم تعزيز المخابر بتجهيزات ومعدات تعليمية متنوعة تشمل أجهزة قياس الضغط، وأجهزة تخطيط القلب، وأدوات التحاليل الطبية، دورات التنفس، وأجهزة فحص المنعكسات العصبية، وذلك ليتمكن الطلاب من اكتساب المهارات الأساسية قبل الانتقال إلى المرحلة السريرية في المشفى الجامعي”.
وفيما يخص التحديات والتحسينات نوه أن الكلية تواجه بعض التحديات في مخابرها رغم الجهود المبذولة، حيث يعاني مخبر التشريح من نقص في الجثث بسبب عدم وجود اتفاقيات لتأمين الجثث، فعلى سبيل المثال كانت هناك جثة واحدة فقط بين عامي ۲۰۱۳-۲۰۱۱ وقد تعفنت دون أن يتم استبدالها رغم مطالبات الكلية المتكررة منذ ثلاث سنوات، كما أن بعض المجسمات التعليمية المستخدمة قديمة للغاية وتحتاج إلى استبدال أو إتلاف، مما دفع بعض أعضاء الهيئة التدريسية إلى اعتماد أساليب بديلة للتدريس، إضافة إلى ذلك تسبب الاكتظاظ المتزايد للطلاب في الحاجة إلى التوسع، مما دفع الكلية لافتتاح مخبر إضافي لكل من المخابر الأساسية.
أكد الدكتور فواز أن إدارة الكلية تقوم بتوثيق جميع البيانات المتعلقة بالطلاب والتجهيزات، بما في ذلك ما تم تحديثه أو تعويضه أو تعطله، إضافة إلى تسجيل جميع نتائج الامتحانات التي تجرى في المخابر، وهذا النظام يسهم في رفع جودة العمل وأداء المخبر.
كما تعمل الكلية على تطوير مناهجها وبرامجها باستمرار باستخدام أحدث الطرق العلمية في التدريس، تحت إشراف نخبة من أعضاء هيئة التدريس الأكفاء، بهدف تخريج أطباء بمعايير عالمية.
وفي ختام حديثه قال: ” تمثل مخابر كلية الطب البشري بجامعة اللاذقية ركيزة أساسية في العملية التعليمية، حيث يتم فيها تدريس الجانب العملي للسنوات التحضيرية والثانية والثالثة والرابعة ورغم التحديات التي تواجهها بسبب الأعداد الكبيرة للطلاب، إلا أن الإدارة تعمل جاهدة على توفير أفضل الظروف التعليمية من خلال التوسع في المخابر وتوزيع الطلاب على فئات متعددة واستخدام أحدث المعدات والتقنيات التعليمية. بالإضافة لوجود مشروع هام في تطوير مخبر المحاكاة simulation las لدعم التدريب في مختلف المهارات السريرية والجراحية”.
وفي لقائنا مع رئيس شعبة المخابر في كلية الطب سراج رستم قال: ” إن العمل في مخبر الجراثيم والطفيليات مقسم إلى فصلين دراسيين يخصص الفصل الأول لدراسة مادة الجراثيم، حيث يجري الطلاب تجارب تمكنهم من مشاهدة أنواع مختلفة من الجراثيم والبكتيريا الممرضة، أما الفصل الثاني فيكون لدراسة الطفيليات ويتعرف الطلاب خلاله على محضرات خاصة بالحشرات والديدان وبيوضها.


