في العيد…

العـــــدد 9407

الإثنـــــين 19 آب 2019

كانت تبكي كلما سمعت أغنية (يا طير سلملي ع سورية), وهي المهاجرة عنوة إلى بلد مجاور.
كان المذياع الخشبي المركون في صدر الغرفة يصدح بصوته العريض, ويصل صوت الغناء إلى الدار الواسعة بأرجائها كافة – على قلب ودعته بأراضيها –
لم تكن هجرتها بسبب الحرب ولا لحاجة مادية أو لفقر أو للعمل، واقع فرض على طفلة لا يد لها فيه, ولا كلمة، وعاشت شابة, وامرأة ناضجة وأماً, وهي حزينة تحاول إيجاد ذاتها ولا تجدها إلا في إنجاب الأولاد, وتربيتهم, وخدمتهم.
بعد عشرات السنين تحقق الحلم, وعادت إلى سورية لكنها ما تزال تبكي كلما سمعت (يا طير سلملي ع سورية).
تفرق الأحباب, وتمزقت المدن, والصحبة, والأسر, وامتزج وجه المحبة لسورية بتراب جبل من دم الشهداء الشباب..
في العيد.. كان البيت خالياً من الشباب الذين ذهبوا كل في اتجاه، جلست العجوز بجانب زوجها المقعد, وأخذت تبكي، ضحك العجوز وقال: أين سمعت أغنيتك؟ لم أسمعها !! أجابت: عيد بأية حال عدت يا عيد؟

سعاد سليمان 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار