مشــــــروعي ينمــــو… حـــــلمي يكــــــــــبر

العـــــدد 9407

الإثنـــــين 19 آب 2019

المنهجية العلمية المتبعة في مناهجنا المطوّرة ترجمتها طريقة التعلّم بالمشروعات، فهي العمل الميداني الذي يقوم به المتعلّم بطريقة علميّة تغني المحتوى، وتنمي مهارات الحياة المتعددة من إدارة الوقت والعمل التعاوني والتقويم الذاتي والتواصل والقيادة..
المشروع هو أداة تقويم تعتمد على العمل الإجرائي المهاري والاستقصاء والبحث للوصول إلى نتائج وتفسيرات علمية لظاهرة أو حلّ لمشكلة ما بحيث يعمل المتعلّم بشكل فردي أو جماعيّ فيحصل على المعلومات من مصادر مختلفة ليصل إلى الإجابة عن التساؤلات التي طرحها وجعلته يشعر بأنّ هناك مشكلة تتحدى تفكيره وتثير شغفه فيخطط وينفذ ويعرض منتجه وإنجازه ويقومّ ويطرح حلاً جديداً غير مألوف للمشكلة (موضوع المشروع) وتتنوع المشروعات فمنها ما هو إنتاجي ومنها ما هو علمي أو ما يعتمد على التواصل عن بعد، نحن في أمس الحاجة في مرحلة إعادة الإعمار إلى الاستثمار في العقول، نحن بحاجة لرعاية أصحاب المشروعات والمبادرات الخلاّقة، نحن بحاجة للانتقال من مرحلة التكرار إلى مرحلة الابتكار، نحن بحاجة إلى نسخ حقيقيه عن العلماء نحن أمام مسؤولية تزويد الأبناء بالمعارف والمهارات والقيم لإجراء البحث العلمي أو لتأسيس مهنهم المستقبلية لإعادة إعمار بناء سورية.
هناك وسائل عديدة تساهم في بناء المعارف والمهارات في المناهج كالتعلّم المبني على المشكلات والتعلّم المبني على التساؤل والتعلّم البنائي وأهم وسيلة هي التعلّم المبني على المشاريع الذي يضمن لنا متعلماً يتمتع بالشجاعة والمرونة وحب الاستطلاع، متعلماً قادراً على التركيز الذهني الكامل متعلماً بأخلاق إنسانية وقدرة على القيادة واتخاذ القرار.
في العام الماضي عندنا طُرحت المشروعات في المناهج ونتيجة الفهم الخاطئ من القائمين على تعليم المواد أو من الأهل فقد سارت العجلة باتجاهات خاطئة سارت باتجاه الكلفة والمكتبات والبحث عن درجة المشروع دون أن يكون للمتعلم دور فيها، بينما المطلوب هو مشروع واحد في الفصل وفي المادة التي يختارها المتعلم والمشروعات في المناهج تناسب الفئة العمرية وتناسب زمن الإنجاز ومعظمها ينفذ داخل الصف وهناك مشروعات في نهاية كل وحدة دراسية يمكن تنفيذها أو لاستئناس بها لتنفيذ مشروعات تخدم المحتوى العلميّ وقد ضبطت المشروعات بمعايير تقويم تظهر الجانب الإبداعي حيث تمرّ المشروعات بأربع مراحل التخطيط فالتنفيذ فالعرض ثم التقويم.
مبدعونا الصغار يعملون وما علينا إلاّ تشجيعهم وتحفيزهم وتأمين عوامل السلامة والأمان لهم ودفعهم لإبراز إمكانياتهم ورسم حدود طموحهم.
في دول الغرب يقوم المستثمرون بتبني الأفكار والمشروعات ودعمها وتمويلها لأنها قد تحرك وتساهم في العملية التنافسية الاقتصادية، وهناك العديد من الأفكار والمشروعات التي غيّرت في مسار البشرية وقدّمت الاختراعات والإنجازات العظيمة.
في هذا العام التدريبي المميز عملنا على شرح آلية العمل في التعلّم القائم على المشروعات كي ننطلق فتكون المشروعات أداتنا في المستقبل لإعادة الإعمار ولتكون المشروعات المحرّض على توليد الأفكار الإبداعية والإنجازات المفيدة، لقد أثبت المتعلم السوري كفاءته وتميّزه في كافة أصقاع العالم وبرهن على أننا أصحاب رسالة وثقافة وحضارة وإرث غني فهيا لنحضن العقول المميزة ونرعاها لتصل إلى حدود أحلامها وترسم مستقبلاً يليق بسوريتنا العظيمة.

باسم إبراهيم شرمك

تصفح المزيد..
آخر الأخبار