العدد: 9406
الأحد-18-8-2019
طبيــعة رائعــــة وينابيـع عذبــــة ولكنــها خــــارج دائــــرة الاهتمام
يعتقد أن سبب تسمية قرية بستان الحمام هو وجود حمّام روماني قديم في أحد بساتينها، ولكنه اندثر بين أراضيها، وقد خصّها الله بكثره الينابيع والطبيعة الجميلة وبطيبة أهلها وكرمهم، ولكن هذا لم يشفع لها لتتلقى بعض الاهتمام، خاصة وأن مطالب أهالي القرية لم تتجاوز حدود تحقيق الراحة و بعض الاهتمام، الوحدة التقت رئيس بلدية قرية بستان الحمام الأستاذ سامر حبيب والذي قال:
تتميز القرية بطبيعتها الجميلة وينابيعها العذبة، ترتفع 350 متراً عن سطح البحر، ويبلغ عدد سكانها حوالي 5 آلاف نسمة، ويعمل أهلها بالزراعة المحمية والزيتون، تضم القرية مدرسة حلقة أولى وثانية، وهي بأمس الحاجة لمدرسة ثانوية لأن طلاب القرية ضائعون بين ثانوية العنازة وثانوية بلغونص، كما تحوي نقطة طبية فيما يغيب المستوصف عن خدمة أهالي القرية، فعلى الرغم من وجود كل ما يلزم المستوصف من الأرض إلى المخططات لكن ينقص التمويل، أيضاً القرية مجهزة بشبكة طرق جيدة لكنها بحاجة الى شق طرق جديدة وما يمنعنا هو التمويل بالإضافة إلى بعض الإجراءات، كما توجد شبكة صرف صحي تخدم %95 من أهالي القرية، ولكننا بحاجة إلى محطة معالجة لأن مياه الصرف الصحي تصب في أحد المياه الجارية (الساقية)، ومع هذا فإن البلدية تعمل على إنجاز كافه المشاريع الخدمية وذلك بتوجيه من المحافظة حيث قمنا بشقّ طريق وفتحه طريق بالإضافة إلى مشاريع الصرف الصحي التي خدمت معظم سكان القرية، أيضاً تمّ تقديم بعض التسهيلات للخدمات الفنية لشق طريق للجرحى وذوي الشهداء في الختام تبقى قرية بستان الحمام إحدى القرى المظلومة سياحياً لذا نتمنى توجيه بعض الاهتمام لهذه القرية.
وفي جولة لنا التقينا بعض أهالي القرية وكانت لنا اللقاءات الآتية..
* قال السيد بسام شبانه: يبلغ عدد سكان قرية بستان الحمّام حوالي 6000 نسمة وفيها خدمات لا بأس بها، ولكن تنقصها ثانوية فطلاب القرية يلجؤون إلى ثانويات القرى المجاورة، وإذا تناسينا موضوع الأعباء المادية الكبرى التي تفرض على الأهالي بسبب بعد المدارس فلابد أن نذكر إضاعة وقت الطلاب وبذلهم جهداً كبيراً وفرض متاعب كبيرة عليهم من جراء المواصلات البعيدة فتجد الكثير من الطلاب وعلى الرغم من أن دوامهم يبدأ الساعة الثامنة إلا أنهم يقفون بانتظار السرافيس منذ الساعة السادسة صباحاً، مع العلم أن الأرض المخصصة لبناء المدرسة جاهزة إلا أن بناء المدرسة لازال حلماً بالنسبة إلى أهالي القرية وأبنائها، أما بالنسبة للمواصلات فهي ضعيفة جداً على الرغم من وجود حوالي عدد لا بأس به من السرافيس في القرية إلا أن سرفيسين فقط يخدمان القرية لأن باقي السرافيس تعمل على خطوط أخرى، أيضاً أكد ضرورة وجود مستوصف، فعلى الرغم من وجود نقطة طبية في القرية إلا أنها غير قادرة على تقديم الخدمات الكافية لخمس قرى تابعة لبلدية بستان الحمام فهي تعتمد كمركز للقاح بالإضافة إلى تقديم بعض الخدمات لجرحى الجيش، ولا تزال الوعود لبناء المستوصف مجرد وعود، وتابع أيضاً: تعد القرية مهملة سياحياً من قبل المحافظة فوجود نهر جوبر القريب من القرية يجعلها منطقة سياحية هامة إلا أنها حتى الآن لم تنل نصيبها ببعض الاهتمام حتى أن الطريق الذي يصل إلى نهر جوبر غير مخدم بشكل جيد، وفي ختام حديثه وجه شكر إلى بلدية بستان الحمام على الجهود التي تقوم بها وذلك وفق الإمكانيات المتاحة لها.
وفي أثناء جولتنا التقينا الطفل خضر سلمان الذي كان يقوم بتعبئة المياه من العين وعند سؤاله قال: اعتدنا على شرب الماء من النبع وذلك لأنها (طيبة أكتر من ماء الصنبور).
ويؤكد المحامي فايز حسن بأن القرية مهملة سياحياً على الرغم من المناظر الرائعة التي تتمتع بها القرية كما طالب بإنشاء السدود على نهر جوبر للاستفادة من مياهه قدر المستطاع، وأشار إلى المواصلات السيئة على الرغم من وجود 25 سيرفيساً في القرية لكن يخدم القرية سرفيسان فقط، ونوّه إلى وجود فرن وحيد يقدم الرغيف لـ١٠ آلاف نسمة وهذا ما يحتم وجود ازدحام كبير.
أيضا التقينا ملك الزيتون كما يلقبه أهالي القرية السيد عز الدين اسمندر وتحدث لنا عن سبب نجاحه في جني محصول وافر كل عام من الزيتون فقال: مع بداية شهر تشرين أقوم بتقليم الأشجار وبعدها نقوم بتسميده وحراثته بواسطة أربع سكات من الركاشة وفي كل عام أجني حوال ٦٠٠ إلى ٧٠٠ تنكة مع أنني أملك ٣٠٠ زيتونة ولكن الاهتمام وحب العمل بها هو سبب نجاحي، وطالب بصيانة وترميم الطريق الذي قام بشقه على حسابه الشخصي ليصل إلى أرضه و ليستفيد منه أكثر من ٤٠ مزارع وذكر أن كلفته كانت حوالي ٣٠٠ألف ولكن عدم الاهتمام بالطرق الزراعية هو ما دفعه للقيام بذلك.
وقالت السيدة أم كنان والتي تقوم بزراعة الدخان منذ ما يقارب 10 سنوات: إن الدخان اليوم (ما بجيب همّه) بسبب غلاء التكاليف التي كانت سبب في قلة الربح بالإضافة إلى السعر القليل الذي تم تحديده من قبل المخمنين، أيضاً تحدثت لنا عن سوء الخدمات في القرية فقالت يعتبر الذهاب إلى الفرن مشقة يعاني منها كل أهالي القرية وذلك بسبب الازدحام الكبير بالإضافة الى سوء المواصلات وحاجة القرية الى ثانوية وتابعت إحدى الجارات كانت تعمل في الأرض لتستطيع تأمين معيشتها خاصة أن لديها أولاد يذهبون إلى المدرسة وبسبب عدم وجود ثانوية في القرية تصل تكاليف ذهاب كل طالب ما يقارب ال 500 ليرة سورية وهذا يعتبر مصروفاً كبيراً لكثير من أهالي القرية لذا نتمنى إنشاء ثانوية رأفة بأولادنا.
وبيّنت سمر يوسف أنه بسبب التحاق زوجها في صفوف الجيش العربي السوري كان لا بد من إيجاد مصدر للدخل وكانت زراعة الدخان هي الحل لكن بسبب عدم منح بذور الدخان البلدي وإجبار البعض على زرع دخان الكاترينا توقف العديد من الأهالي عن زراعة الدخان، وأنا اليوم أساعد أختي لأستطيع تأمين معيشتي أنا وأولادي لذا نطالب بفتح رخص زراعة الدخان وتزويدنا ببذور الدخان البلدي لأن دخان الكاترينا غير مناسب لأراضينا ووزنه خفيف ويحتاج لعمل كثير ومتعب.
فيما طالبت الطالبة شهد محمود سليمان وهي ابنة أحد عناصر الجيش العربي السوري بإنشاء مدرسة ثانوية لأن تكاليف الذهاب إلى المدارس المجاورة كبيرة خاصة وأنهم ثلاث طلاب في المنزل وهذا يتطلب دفع ما يقارب 1500 ليرة كل يوم للوصول إلى المدرسة.
كذلك التقينا السيد إبراهيم دليلة وهو يعمل في مجال الزراعة المحمية منذ 19 عاماً ولكنها اليوم لم تعد كما كانت وذلك بسبب غلاء التكاليف وتابع: لقد كانت هذه الأراضي عبارة عن أحرف يستغلها الناس في الرعي حتى جاء المشروع الأخضر الذي استصلح الأراضي وانتشرت زراعة التبغ منذ ذلك الحين وكان اعتماد الناس عليها ولكن بسبب الصعوبة الكبيرة التي واجهت المزارعين حيث فرض عليهم زراعة الكاترينا وهو نوع من التبغ يزرع بعد نيسان ولا يتناسب مع طبيعة أراضي القرية ابتعد المزارعين عن زراعة التبغ، وأضاف على الرغم من وجود 14 سرفيساً في القرية إلا أن خط القرية سيء جداً لأن أغلبها يعمل خارج القرية إلى طرطوس واللاذقية وغيرها، ولا نستطيع إلقاء اللوم على سائق السرفيس فقط لأن أهالي القرية لا يلتزمون مع سرفيس القرية فقط، أيضا بالنسبة إلى الفرن الآلي الموجود والذي لا يلبي حاجات السكان وعلى الرغم من جود ثلاث طلبات لإنشاء فرن خاص إلا أن القرية لا تزال بانتظار الرد شأنه شأن المستوصف الذي رصد له 23 مليوناً و300 ألف ليرة سورية ما قبل الأزمة ولكن توقف إنشاؤه بسبب الأزمة، كذلك بالنسبة للثانوية التي هي وعد كل عام ففي بداية كل عام توعد أهالي القرية بإنشاء ثانوية تخفف من أعباء التنقل وإضاعة الوقت لدى الطلاب ولكننا لا نزال بالانتظار.
رنا ياسين غانم