كــلام فــــي الكــرة … منتخب «المجنسين» لم يتوج بالصدفة

العدد: 9286
الأربعاء-6-2-2019

 

بدأت حالة من اليأس تتسلل إلى نفوسنا بعدما رأينا قفزات الآخرين النوعية بمقابل سقطاتنا النوعية، وهذا اليأس ليس لأننا عاجزون عن اللحاق بمن سبقونا بأشواط ، بل لأن من يحكم القرار الرياضي لا يريد أن يعترف بأنه ليس أهلا للسير بنا إلى ماوصل إليه أقوام كنا في الماضي القريب نعتبرهم رعاة إبل لا أكثر.
وما يزيد المريض علة أن هؤلاء الذين توجوا بالأمس بلقب البطولة الآسيوية خسروا أمامنا قبل أشهر بثلاثية صريحة في حين أظهروا وجها مختلفا في الاستحقاق الآسيوي، وهذا ما يدفعنا للتساؤل إن كانت هذه القفزة من باب الطفرات أو أنها نتيجة لعمل ممنهج لا علاقة له بالصدفة.
طبعاً لسنا هنا بوارد كيل المديح للمنتخب القطري ، ولسنا سعداء لأنه أحرز بطولة آسيا ، والسبب معروف للقاصي والداني ، ولكننا لا نستطيع أن نتجاهل ما قدمه منتخب( المجنسين) أمام كبار آسيا ، فالعلم يؤخذ عن المزابل أحيانا.
لقد فاز المنتخب القطري بكل شيء في هذه البطولة، وحقق العلامة الكاملة من دون أن يلعب الحظ معه بشكل فاعل، ويمكننا القول بأنها البطولة الوحيدة التي فاز بها أكثر الفرق استحقاقا من حيث التحضير والجهوزية والتنفيذ الدقيق لما تم التخطيط له، ولذلك لم يستطع أي منتخب في البطولة أن يحرجهم حتى الكمبيوتر الياباني.
وإن أردنا أن نعرف ماهي الأسباب التي جعلت منتخباً فتياً يتوج بلقب بطولة فيها اليابان وكوريا وإيران واستراليا والسعودية، سنجد بأنهم بنوا منظومة متكاملة شملت كل مفاصل كرة القدم عندهم، واستعانوا بكوادر مميزة من مختلف أنحاء العالم لتنفيذ استراتيجية شاملة ليس فيها اجتهادات شخصية إلا بما تتطلبه الحاجة، فمئات الفنيين يعملون تحت سقف الخطط الموضوعة لهم ، وينفذون برنامجا محددا للوصول إلى هدف محدد أيضا، وما رأيناه ليس عمل المدرب الأول للمنتخب القطري فقط، بل عمل جميع من شارك في هذه المنظومة من القاعدة إلى القمة، وحتى من اختاروا هؤلاء المجنسين كان لهم دور فاعل، فليس كل مجنس على قدر عال من الجودة، وليس بالضرورة أن تنجح عملية التجنيس كما نجحت في هذه النسخة عند القطريين.
يؤسفنا فعلاً أن نضيع وقتنا وحبرنا للحديث عن عمل الآخرين، فنحن نشعر بالغيظ يخنق أنفاسنا مما حققوه، ولكننا أجبرنا على ذلك بعدما رأينا ردة فعل قادة الرياضة عندنا إبان الخروج المهين من كأس آسيا ، فبدل أن نكون الآن في ورشة عمل وطنية لاستخلاص العبر والتحضير لخطة عمل شاملة ننقذ من خلالها مستقبل الكرة السورية ، مازلنا ننتظر أن نسمع صوت رعاة الفشل لنفهم منهم ماهي الخطوة التالية لقتل أحلامنا.

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار