الدراسة الامتحانية في ميزان الحياة الطلابية

العــــــــــــــدد 6398

الثلاثـــــــاء 30 تموز 2019

 

لم يعد ثمة شك في أن العلم هو الوسيلة الأولى والأخيرة لإحداث أي تقدم في أي مجتمع، وقد تقدمت بالعلم دول وشعوب وصلت إلى أعلى مستوى، وتقاعست أخرى عن الأخذ بأسباب العلم، فوصفت بالتأخر والتخلف، والواقع أنه حيثما اتجه الإنسان ببصره يجد بصمة الفكر العلمي على كل أسباب التقدم والرفاهية التي ينعم بها الإنسان في العصر الحاضر، لذا فقد بات لزاماً علينا تقديس العلم والمعرفة والسعي الجاد والمستمر لنيل أعلى الشهادات بتفوق، وهذا الكلام ينطبق على الذكر والأنثى على حد سواء، والتساؤل الذي يطرح نفسه هنا: من أكثر التزاماً بالدراسة، وخاصة للامتحان الذكر أم الأنثى؟ وما أثر ذلك على النتائج؟ سؤال توجهنا به إلى مجموعة من طلاب وطالبات جامعة تشرين وكانت البداية مع..
* الطالبة ماري موسى: بنظرة شاملة على أي مجتمع نرى أن موضوع الإبداع والتميز والتفوق لا يتعلق ولا ينحصر بالذكر أو بالأنثى على الإطلاق، وإنما هذا الموضوع يتعلق بالجينات الوراثية من جهة وبالظروف المحيطة سواء النفسية أو المعنوية من جهة أخرى، وهذا الأمر ينطبق تماماً على موضوع المواظبة على الدراسة، أما الظروف الاقتصادية من وجهة نظري فليس لها الدور الأساسي بل على العكس فإذا كان هناك (شح) قلة بالنسبة للأوضاع المادية حينها يتولد الدافع الأكثر المصحوب بالوعي للإقبال وللإبداع والمواظبة على الدراسة لتحقيق الأوضاع الأفضل.
* الطالب تيم خليل: نسبة الذكاء تختلف من شخص لآخر سواء أكان ذكراً أم أنثى، فالمسألة هنا من وجهة نظري مسألة فردية وليست قائمة على الجنس، ولكن في مجتمعنا العربي هناك حدود إلى حد ما تقيد الفتاة وتحد من حريتها بعكس الشباب، وهذا ما جعل الأنثى تهتم بالمنزل أكثر وتجعل هواياتها ضمن حدود البيت كالمطالعة والاهتمام بتحصيل العلم والانكباب على الدراسة، كما أن الأنثى تكون الأقدر على تنظيم أوقاتها وتخصيصها لواجباتها الدرسية بعكس الذكر المعتاد على الفوضى المستمرة (غالباً) وممارسة هوايات كثيرة خارج المنزل مثل كرة القدم والسباحة وبعض الشباب لا يتسنى له الوقت للتركيز المكثف على الدراسة بحكم الظروف المادية والمعيشية، فالظروف التي يخضع لها الشخص تلعب دوراً بارزاً في عملية التركيز والمثابرة.
* الطالبة زينب شريقي: بعض الطلبة من الذكور أو الإناث يتباهون بأنهم خلال شهر واحد فقط يمكنهم الانتهاء من استيعاب كل المواد والنجاح فيها، وتلك المقولة مضللة تماماً، فالتحضير للامتحان لا يقتصر على الدراسة في الشهر الأخير فقط، وإنما بشكل يومي وعلى أرض الواقع تميل الطالبات للمواظبة على الدراسة ولا أدري هل يعود هذا لأسباب فيزيولوجية؟ أم لأسباب خارجية منها مراقبة ومطالبة الأهل بالدراسة والتركيز أكثر؟ تلك المطالبة التي تلاقي آذاناً صاغية عند الإناث بعكس الذكور الذين يتمردون ويخصصون أوقاتاً أكثر لممارسة هوايات أخرى تلهيهم عن الدراسة، وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة النجاح عند الإناث أكثر من الذكور.
* الطالب شادي اسكيف: أثبتت الدراسات الحديثة أن الظروف الأسرية المحيطة بالأطفال ذكوراً وإناثاً تلعب دوراً هاماً في تحديد نسبة الذكاء عند الجنسين كما أن العلاقة الحميمية بين الوالدين والأبناء هي التي تؤدي إلى تنمية وتطوير فعالية الذات لديهم وبشكل عام الذكور أكثر ذكاء من الإناث ولكن الإناث أكثر اجتهاداً وانضباطاً من الذكور ولديهن القدرة على الدراسة أكثر من الذكور ولذلك تكون النتيجة متعادلة في الامتحان إلى حد ما.
الاهتمام والالتزام بالدراسة لا يقتصر على جنس معين دون آخر، فهناك التزام بالدراسة وتركيز على الامتحان من قبل الذكور والإناث على حد سواء مع وجود فروق فردية وهي موجودة طبعاً عند الجنسين لذا يجب عدم الانحياز لجنس دون آخر، ولو اقتصر الالتزام بالدراسة للامتحان على الذكور فقط لما وجدنا في بلدنا وزيرات وطبيبات ومهندسات ومعلمات، فمجتمعنا والحمد لله يزخر بهن، وهن يشاركن في بناء هذا المجتمع إلى جانب الذكور وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على الوعي العميق لأهمية العلم ولأهمية التحصيل العلمي في مجتمعنا المتميز بتفوقه على الدوام، حتى في أحلك الظروف والحرب على بلادنا.
بقي للقول: لكي تتفوق عزيزي الطالب وعزيزتي الطالبة يحتاج الأمر إلى دراسة ومثابرة قبل الامتحان وتستمر يومياً خلال العام الدراسي كما عليكما أن تكون ثقتكما بنفسيكما كبيرة وأن تتحررا من الخوف خاصة الوقت الذي يسبق الامتحان، فبعض الطلاب يتصورون بأن كل المعلومات التي درسوها قد تبخرت، وبأنهم لا يتذكرون إلا اليسير، ولكن هذا الشعور مجرد وهم يسببه لنا القلق والخوف، فالعقل كجهاز الكمبيوتر لا يلغي أية معلومة تدخله وستفاجأ عزيزي الطالب خلال الامتحان بأن ذاكرتك لن تخونك، وستكتب بهدوء وتروٍ.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار