باستثناء تشـرين… الأندية الساحلية في موقف حرج ودق ناقوس الخطر بات لازماً

العدد: 9285

الثلاثاء-5-2-2019

 

وضعت الأندية الساحلية نفسها في موقف حرج على سلم ترتيب الدوري الممتاز لكرة القدم، وبات لزاماً عليهم أن تجد المخارج المناسبة قبل أن تصل إلى طريق اللا عودة.
أموال كثيرة صرفت على استقدام اللاعبين ولكن النتائج بشكل عام لم ترتق إلى أبسط أمنيات الجماهير، وإن استثنينا نادي تشرين الذي عرف كيف يلتمس طريقه للموسم الثالث على التوالي، سنجد أن جبلة وحطين بقيا ضمن دائرة التخبط، في حين لم تسعف أبناء نادي الساحل تلك الانطلاقة الجيدة قبل أن يعودوا في القسم الثاني من مرحلة الذهاب وبداية الإياب إلى دوامة الهزائم المؤلمة.

 

كيف هو الحال في جبلة؟

إن سألت إدارة نادي جبلة عن سبب هذه النتائج المخيبة، سيأتيك الجواب بأنهم جاؤوا متأخرين إلى العمل، ولم يستطيعوا انتخاب لاعبين على مستوى عال رغم أنهم صرفوا الملايين بلا فائدة تذكر، وبذخوا على لاعبين لم يكونوا عند حسن الظن، وربما تسمع خلف الأبواب المغلقة بأنهم خُدعوا من قبل أناس كان همهم السمسرة لأجل حفنة من الأموال، وهذا الأمر قابل للتصديق بعدما رأينا تخمة في مراكز معينة، وانعدام لوجود لاعب جيد في مراكز أخرى وعلى رأسها حراسة المرمى، ناهيك عن غياب شبه تام لصانع الألعاب والمهاجم القادر على ترجمة جهد باقي المجموعة.
ورغم حالة الاستقرار الفني التي عاشها فريق جبلة مع قدوم الكابتن مناف رمضان إلا أن النتائج لم تتحسن، فالأخطاء الفردية مازالت تكلف الفريق خسارات مجانية كان آخرها السقوط أمام الاتحاد بثلاثية، وقبلها مع الوحدة في ختام مرحلة الذهاب، فالفريق قدم حضوراً جيداً في أكثر من مناسبة، ولكن هذا الأمر لا يكفي للهروب من شبح الهبوط ولا بد من تحصيل النقاط قبل أي شيء آخر.
وكي يقف الجميع أمام مسؤولياتهم لابد من تفكير عميق في طريقة إيجاد الحلول الإسعافية بمن حضر، فلم يعد بالإمكان تدعيم الفريق بأي عنصر إضافي بعدما أغلقت القائمة، وهذا ما يفرض أن يكون الحل من ضمن المجموعة المتاحة، ونحن لسنا من أهل الاختصاص كي نقدم المشورة الفنية لأحد، فأهل مكة أدرى بشعابها، وعليهم ابتداع الحلول قبل فوات الآوان خاصة أن جماهير النادي الأزرق لم تعد تحتمل هبوطا إضافيا إلى الدرجة الأقل، فهي لم تتخل عن واجباتها في دعم الفريق والوقوف خلفه عبر كل المراحل الصعبة التي مر بها.
يذكر أن فريق جبلة يحتل المركز الثالث عشر بـ 12 نقطة، وتنتظره مباراة صعبة مع الكرامة على أرض استاد البعث يوم السبت القادم.
في نادي الساحل ..
الأمــــر يدعــــو للقلـــق
في نادي الساحل كانت البداية ساحرة مع الوافد الجديد إلى الدوري الممتاز، وظن الجميع أن أبناء طرطوس سيكونون حصان البطولة الأسود قبل أن تنقلب الأمور، ويدخل الفريق في دوامة هزائم غير مفهومة إلى الآن.
عندما استفسرنا من أحد الفنيين السابقين عن أسباب تراجع النتائج بهذا الشكل، أجابنا بأن الفريق تم تشكيله ضمن المتوفر من الإمكانيات، فاعتمد كادره الفني آنذاك على تحضيره من الناحية البدنية والتكتيكية لتعويض نواقص الحالة الفنية، ورغم أن إدارة الساحل حاولت تدعيم الفريق بلاعبين كبار إلا أنها لم توفق بذلك، ومع توالي مباريات الدوري تعرض أكثر من لاعب للإصابة ولم يتوفر البديل الجيد له مما أصاب الفريق بخلل بنيوي كان من الصعب تداركه، فتوالت النتائج السيئة حتى نهاية مرحلة الذهاب، ورغم تغيير الكادر التدريبي في مرحلة التوقف إلا أن الخسارة القاسية كانت حاضرة في أولى مراحل الإياب، وهذا الأمر يدعو للقلق على مستقبل النادي الصاعد للمرة الأولى في تاريخه إلى الدوري الممتاز.
وانطلاقاً من هذا الواقع يجب أن يجد القائمون على نادي الساحل حلولاً سريعة لالتقاط أنفاسهم والخروج من أجواء الخسارة، وربما يستطيع الشمالي كعادته اللجوء إلى الواقعية للحد من مسلسل إهدار النقاط والعودة إلى السكة الصحيحة، فاللقاء القادم للساحل أمام الوحدة لا يحتمل كبوة جديدة رغم صعوبته، وتحقيق نتيجة إيجابية أمر ضروري للخروج من حالة الانكسار التي يمر فيها النادي الفتي.
يذكر أن الساحل يحتل المركز الحادي عشر برصيد 15 نقطة جمعها من أربعة انتصارات، وثلاث تعادلات، وسبع خسارات.
بداية إياب مخيبة لحطين؟
في حطين يختلف الوضع قليلاً عن جبلة والساحل، لكنه يبقى غير مستقر، فمن شهد المرحلة التحضيرية لحطين، والأموال التي صرفت في سبيل تشكيل فريق قوي يظن أن الحوت سيبتلع كل من يقف في طريقه، فلو استعرضنا أسماء الفريق الأزرق لوجدنا نخبة من اللاعبين الجيدين على مستوى الدوري كان آخرهم المهاجم حسن العويد الذي أضيف إلى القائمة مع حسن أبو كف في مرحلة توقف الدوري، فلماذا لم يهتد الفريق إلى النتائج المرجوة منه؟.
حطين بدأ رحلة التحضير مع المدرب محمود فيوض قبل أن يخلفه المرحوم محمد عطار، ومن ثم جاء دور سليم جبلاوي، ومن بعده محمد شديد، وهذا العرض يدلل على أن حطين أصيب بتخبطات فنية كانت كفيلة بضياع البوصلة، ولا يستطيع أحد إنكار التخبطات الإدارية أيضاً، وتجاذب المحاور داخل البيت الحطيني في وقت ما.
المهم أن الفريق عاد لتقويم مساره في الربع الأخير من مرحلة الذهاب، وبدت حالة من الاستقرار الفني مع الكابتن محمد شديد قبل أن يتلقى الحطينيون خسارتهم الأولى في مرحلة الإياب أمام الطليعة، ويرسموا العديد من علامات الاستفهام، فالخسارة خارج الأرض أمر جائز وطبيعي، إلا أنه سيصبح مقلقاً عندما لا يظهر الفريق بصورة جيدة، ولذلك يجب أن تعاد الحسابات الحطينية قبل اللقاء المرتقب مع تشرين في ديربي اللاذقية، فالخروج بنتيجة سيئة في هذا اللقاء سيؤثر سلبيا على مسيرة الفريق في باقي مرحلة الإياب، وربما نشهد إقالات واستقالات من جديد، وهذا ما يجب التنبه له قبل حدوثه.
يذكر أن حطين يملك في رصيده 16 نقطة ، ويحتل المركز التاسع على سلم الترتيب، بعدما فاز في أربع مباريات، وخسر مثلها، وتعادل في المباريات الست الباقية.

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار