الوحدة: ٣٠-٣-٢٠٢٥
بعيداً عن أي تمثيل لعائلة نظام الأسد، وحزب البعث، أو الأحزاب التي كانت منضوية تحت مُسمى الجبهة الوطنية التقدمية المُنحلّة، تم الإعلان رسمياً خلال مراسم خاصّة أقيمت في قصر الشعب عن تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة.
ووفقا للإعلان الدستوري، سيتولى رئيس الجمهورية أحمد الشرع رئاسة هذه الحكومة، وذلك عقب إلغاء منصب رئيس مجلس الوزراء، الذي كان قائماً في الحكومات السورية السابقة لعقود من الزمن.
ويُعد هذا الحدث استثنائياً نظراً لكونه يمثل تشكيل أول حكومة سورية بعد إسقاط النظام، تضم مُجمل الأطياف السورية، حيث يُعد الإعلان عن تشكيلها هو مرحلة جديدة وإرادة قوية في سبيل بناء دولة جديدة، ستسعى لإعادة بناء المؤسسات على أساس المساءلة والشفافية، بعيداً عن تسلل الفساد إلى المؤسسات.
وألقى السيد الرئيس أحمد الشرع كلمة خلال مراسم الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة، أكد فيها أن التلاحم والوحدة مطلبان أساسيان في اللحظة الفارقة التي تعيشها الأمة، متوجهاً إلى كل فرد، حاملاً آماله بميلاد مرحلة جديدة في المسيرة الوطنية، فتشكيل حكومة جديدة اليوم هو إعلان للإرادة المشتركة في بناء دولة جديدة.
وأشار السيد الشرع إلى أن الحكومة ستسعى إلى فتح آفاق جديدة في التعليم والصحة، ولن يسمح للفساد بالتسلل إلى مؤسسات الدولة.
وأضاف السيد الرئيس: أعدكم أن أكون معكم خطوة بخطوة لبناء المستقبل، وسنسعى جاهدين لبناء مؤسسات الدولة على أساس من الشفافية والمساءلة، كما أن خطتنا للمستقبل ستعتمد على محاور، من بينها الحفاظ على الموارد البشرية وتنميتها، وسنسعى لاستقطاب الموارد البشرية السورية من بلاد المهجر.
كما أكد الرئيس الشرع على العمل لإصلاح قطاع الطاقة حفاظاً على الاستدامة، وتوفير الكهرباء على مدار الساعة، و العمل على رعاية المزارعين بما يؤمن الإنتاج لحفظ الأمن الغذائي والسعي لتأهيل الصناعة، كما العمل على حماية المنتج الوطني وإنشاء بيئة مشجعة للاستثمار في كل القطاعات، وإصلاح حالة النقد وتقوية العملة السورية ومنع التلاعب بها، كما تم إنشاء وزارة مختصة بالرياضة والشباب إيماناً بأهمية دور الشباب.
وقال الرئيس الشرع: خلال هذه المرحلة العصيبة ستكون الجهود مضاعفة لمواجهة كل حدث يتعرض له شعبنا؛ لذلك أنشأنا وزارة الطوارئ والكوارث لمواجهة أي تحديات أو كوارث قد تواجه الوطن، وسنعمل على بناء نظام استجابة سريع وفعال لأي حالة طارئة، سواء كانت طبيعية أو إنسانية، لضمان حماية المواطنين وتوفير الإغاثة الفورية، وسنولي اهتماماً كبيراً لمواكبة التطور التكنولوجي وبرامج الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وسنبدأ ببناء البنية التحتية اللازمة لذلك من تأهيل الكوادر واستقطاب الخبرات، ومراكز البحث والسوق المشجع لتحقيق هذا الهدف.
وأشار السيد الرئيس إلى بناء جيش وطني مهني، يضحي بالغالي والنفيس لأجل سيادة سوريا وسلامتها، مع الحفاظ على استقرار العلاقات الخارجية مما يؤمن المصالح المستدامة لسوريا وأصدقائها، مضيفا أن الحكومة الجديدة هي حكومة التغيير والبناء، حكومة تحمل على عاتقها تطلعات الشعب وآماله في مستقبل مشرق ومستدام، وإننا على يقين أن العمل الجاد والمخلص، والتعاون بين جميع أبناء الوطن، سيكونان المفتاح لتحقيق هذه الأهداف.
واختتم الرئيس الشرع كلمته قائلا: لقد بدأنا مسيرتنا في مرحلة صعبة، ولكننا نملك الإرادة والعزيمة لتجاوز كل التحديات، نحن معاً حكومةً وشعباً سنبني وطناً قوياً و مزدهراً، وطناً يعكس قوتنا في وحدتنا، ويحتفل بما تحقق من تقدم رغم كل الصعاب، داعياً الجميع للعمل بيد واحدة من أجل سوريا التي نستحقها، سوريا التي ستكون دائمًا قلب العروبة ووجهها المشرق في العالم.
بدوره ألقى الوزير أسعد الشيباني كوزير للخارجية والمغتربين في الحكومة السورية الجديدة كلمة بدأها بالإشادة بهذا اليوم التاريخي الذي يشهد إعلان أول حكومة سورية بإرادة حرة، وأكد فيها أن سوريا تتحضر لبداية مرحلة جديدة تحمل آمالاً كبيرة غذتها دماء أبنائها، وأضاف: نشعر بمسؤولية كبيرة اتجاه كل مواطن سوري في الداخل أو في المهجر، كما وتعهد الوزير الشيباني بأن تكون الدبلوماسية السورية صوتاً للحكمة والحوار، مبيناً أن أعظم انتصار لشعبنا هو في قدرتنا على بناء الوطن، مشيراً إلى ماتم عمله طوال الأشهر السابقة لاستعادة دور سوريا القوي في العالم، وفي هذا الصدد شدد الشيباني على أن الدبلوماسية السورية ستكون صوتاً للحكمة والاتزان، حيث سنبني علاقات دولية تقوم على الاحترام المتبادل، وخاصة بعد أن عملنا على إعادة فتح أبواب سوريا لتستعيد مكانتها التي تستحقها بين الأمم.