الوحدة :27_3_2025
خلال هذه المرحلة، يواجه المجتمع المحلّي بالمُجمل العديد من التحديات التي تفرُض نفسها بقوة على الأسواق المحلية بغية العودة إلى النشاط التجاري الحقيقي، حيث من الطبيعي جداً أن تكون هذه الأسواق هي الضامن الأكيد لتطلعات شريحة واسعة من أصحاب الدخل المحدود، فكانت الأسواق الشعبية وتجّارها هم الأكثر جرأة في عملية التسويق بعيداً عن المحال التجارية الفخمة ومولات المستريحين مادياً، وهؤلاء التجّار مُقتنعون بالربح القليل وهم بالأساس الهيكل العام للمجتمع المدني، صاحب لقمة العيش الكريم، الباحث عن فرصة عمل وجدها في مشروع صغير على قارعة الرصيف، وبالتالي من الضروري أن تكون الأسواق الشعبية هي المؤسّسة الحقيقية البديلة لاكتمال العقد المعيشي للكثير من المحتاجين خاصّة ضمن المدينة.
ومع نهاية الشهر الفضيل، بدأت تزدهر هذه الأمكنة بأنواع عديدة من المواد الغذائية التي تدخل ضمن عادات العيد وتقاليده الموروثة، مواد عديدة تحفّز الصائمين كثيراً من حيث الأسعار المُريحة، بغضّ النظر عن إمكانياتهم المادية، مع العلم أن هذه الأماكن البسيطة باتت ملجأ الجميع بدون استثناء.
ومن جهة الألبسة وأسعارها الكاوية، فقد حافظت على عنجهيتها السعرية، ولازالت ضمن الحدود الخطيرة للفئة الأكبر من المجتمع، بعيداً عن يافطات التنزيلات الوهمية التي تزيّن الواجهات، حيث يُعتبر شراء نوعين من الملابس مغامرة غير محسوبة النتائج، فأصبح هناك نظرة واقعية باتجاه الألبسة المُستعملة (البالة) واعتبارها ملجأ مشروعاً لإكساء أفراد العائلة وخاصّة الأطفال.
وفيما يخصّ الحلويات، هناك هروب جامح لصناعة بعضها منزلياً عبر الطُرق التقليدية، لأن أسواق هذه المادة تنحّت للانخفاض قليلاً بما لا يُرضي الكثيرين، وأصحاب العائلات لا يمكنهم التعامل مع هذا الواقع، فحدثت هجرة مُعاكسة فيما يخص الحلويات، لأن مكوّناتها مقبولة سعرياً وخاصة السكر، فيها البركة والخير الوفير على حدّ زعمهم، وهي ستُلبّي الموائد بكل جرأة واقتدار، لأن نكهة العيد لا تكتمل إلّا من خلال الضيوف وتبادل المعايدات والتبريكات.
سليمان حسين