الوحدة: 20-3-2025
يشهد سوق السيارات جموداً ملحوظاً هذه الفترة، وأرجع الخبير في سوق السيارات صفوان ديب هذا الوضع إلى جملة من الأسباب أهمها عدم ثقة الزبائن بالسيارات الواردة إلى المحافظة لجهة الفراغ والنزول الكبير في الأسعار والذي لم يقنع أصحاب السيارات، وجعل الكثيرين منهم يتريث في الشراء أو البيع بانتظار فتح المجال من قبل المواصلات والمالية وغيرها من الدوائر لتشغيل السيارات.
وأضاف ديب أن هذه الأسباب، كون الأسعار مازالت مرتفعة مقارنة بأسعار الفيس بوك دون معرفة أن مستورد هذه السيارات يتكلف تكاليفاً كبيرة حتى يوصل تلك السيارات إلى السوق المحلية، هذه التكاليف التي تجعل الأسعار المتداولة للسيارات في السوق المحلية معقولة، والدليل أن الكثير ممن راجعونا لاستيراد سيارات من الإمارات أو غيرها من الدول الموردة قد وجدوا تكاليف الاستيراد مقاربة للأسعار الموجودة في السوق، وهو ما جعلهم يشترون من السوق المحلية تجنباً للمغامرة في شراء سيارة مستوردة غير مضمونة.
* البيع بالدولار:
قال ديب إن أسعار السيارات لأعوام 2024/ 2025، ولا سيما الكورية المتعارف عليها في سورية، لا تزال أرخص من السيارات الموجودة في سورية والتي يعود تاريخ صنعها إلى 2011 وحتى 2024، في حين أن السيارات التي تعود لما قبل 2020 من فئات ال BMW أو المرسيدس أو الكيا أو الجيبات فإن أسعارها معقولة، وباتت في متناول شريحة واسعة من الراغبين بالشراء.
وأضاف ديب أن حركة بيع السيارات لم تتغير بنزول وارتفاع سعر الدولار كون التجار يأخذون ثمن البيع بالدولار تجنباً لهذا التذبذب في سعر القطع.
* التسجيل متوقف حالياً:
وحول موضوع تسجيل السيارات قال الخبير ديب إنه متوقف حالياً، لافتاً إلى أن السيارات الداخلة من معبر نصيب تأخذ لوحة تجربة، ويجرى لها محضر فحص للتأكد من توفر شروط التصدير الموجودة في الإجازات، تلك الشروط التي تتضمن شهادة سلامة محددة حتى يتمكن التاجر من بيعها في السوق السورية بشكل نظامي، مبيناً أن هذه الحالة مؤقتة لحين افتتاح الدوائر، وخصوصاً المواصلات لتسجيل تلك السيارات بشكل نظامي.
* الندرة رفعت الأسعار قبل التحرير:
وأشار ديب في رده على سؤالنا المتعلق بأسعار السيارات المستعملة قائلاً إن تلك الأسعار كانت مرتفعة في سورية قبل التحرير، وذلك على مبدأ الندرة، أما بعد السماح باستيراد المستعمل فإن تلك الأسعار قد انخفضت بشكل كبير، وهو ما ألحق خسائر كبيرة لأصحاب السيارات من تلك الفئة، الذين كانوا يلجؤون إلى شراء السيارة للحفاظ على مدخراتهم، في ظل منع تداول الدولار ولتحقيق بعض الربح، لاسيما أن الارتفاع في أسعار السيارات كان يفوق الارتفاع الذي يحصل على سعر الدولار، لافتاً إلى أن تلك الفئة من الناس خسرت كثيراً من أموالها جراء هذا الانخفاض لكنها بالمقابل أضحت قادرة على تبديل سياراتها بسيارات أغلى بعد دفع مبلغ أقل من المبلغ الذي كانت ستدفعه في السابق لشراء هذه الأنواع من السيارات، بمعنى أن نزول أسعار السيارات شمل جميع أنواع السيارات، وأن الفارق لشراء سيارة أفضل أضحى متاحاً للجميع.
وحول أسعار السيارات قبل التحرير قال ديب إنها كانت مرتفعة على مبدأ الندرة، حيث كان سعر سيارة مستعملة في سورية يفوق سعر سيارات ال 2025 في خارجها، واصفاً هذا الأمر بغير المنطقي لا سيما أن أسعار السيارات في تلك الفترة قد فاق سعر العقارات، وهو الأمر غير المعقول لاسيما أن العقار أكثر ثباتاً، وأن السيارة مصنوعة من الحديد المستهلك، مؤكداً أن الأسعار الحالية للسيارات عادت إلى ما يجب أن تكون عليه تخضع للتقادم وللانخفاص الذي تصل نسبته إلى 10% عن كل سنة.
* التريث ضروري:
وعن النصيحة التي تقدم لكل راغب في الشراء قال ديب إن الأمر الأكثر أماناً في هذه الفترة هو التريث بالشراء لحين افتتاح المواصلات، حيث ستشهد الفترة التي تليه وجود أسعار أفضل في ظل توفر خيارات أوسع أمام المشتري الذي سيستفيد من جو المنافسة الموجودة في الأسواق، بعد الإشارة هنا إلى أن جميع أنواع السيارات ستشهد انخفاضاً في الأسعار ولاسيما السيارات القديمة التي تعود سنة صنعها إلى ما قبل 2011، التي ستشهد انخفاضاً في الأسعار في ظل نزول السيارات الجديدة إلى الأسواق بأسعار منافسة.
* الحداثة والجودة أولاً:
وأما عن المعيار الذي يحكم شراء السيارة اليوم فقال ديب إنه يتعلق بالدرجة الأولى بحداثة السيارة وجودتها وعدم استهلاكها، مؤكداً بالتالي أن أيام الكيا ريو، معبودة الجماهير، قد ولت وأن الأمر القادم لشراء السيارة هو الجودة والأمان والاستدامة، والتوجه للسيارات التي تتوفر فيها مثل هذه الشروط مثل السيارات الألمانية واليابانية التي تشتريها، وتعرف أنك لا تحتاج إلى الصيانة لمدة تصل إلى ما بين 4 – 5 سنوات.
* ماذا عن سيارات التجربة:
وفيما يتعلق بنمر السيارات المكتوب عليها (تجربة) قال ديب إن تلك السيارات دخلت إلى المناطق المحررة من تركيا أو من سورية (غنائم أو مسروقة)، حيث لجأت السلطات إلى منحها نمراً محلية حتى يتمكن حائزها من السير في المناطق المحررة، مشيراً إلى أن موضوع هذه السيارات ينتظر المعالجة الآن وفقاً لآليات العمل الجديدة في دوائر المواصلات التي ستكون مختلفة عن الآليات السابقة ومشابهة لآلية العمل المعمول بها في تركيا والخليج والمطبقة سابقاً في إدلب، والتي تقوم على أساس أخذ رقم تتمكن بموجبه من مراجعة الموظف المختص دون الحاجة إلى معقب معاملات، وذلك لإنجاز مختلف أنواع المعاملات (نقل – نقل لوحات – نقل ملكية…).
* السوق يستوعب المزيد:
وحول حديث وزير النقل عن استيراد 500 ألف سيارة قال ديب إن التجار يقولون إن السوق المحلية تستوعب 5 ملايين سيارة مقارنة بعدد السكان وبعدد السيارات التي تمتلكها الأسرة، مستطرداً أن الإقدام على استيراد هذا العدد من السيارات يحتاج إلى توفر البنى التحتية القادرة على استيعايها (كراجات، طرقات، مواقف سيارات.. )، مبيناً أن عدم توفر تلك البنى سيخلق ازدحاماً كبيراً في الشوارع وضغطاً على المدن الكبرى، داعياً للاستعداد لمواجهة هذا الوضع باعتبار أن الازدحام قادم لا محالة.
* الضغط قادم:
وأشار ديب إلى أن مرحلة إعادة البناء ستحتاج أيضاً لاستيراد آليات نوعية (بيكابات، رؤوس قاطرة، آليات ثقيلة وكبيرة وحديثة)، لافتاً إلى أن تلك الآليات جميعها ستسير على الطرقات، وهو ما سيولد ضغطاً كبيراً عليها، وهو ما يجب الاستعداد له أيضاً.
* ماذا عن الفحص الفني:
وفي رده على الجانب المتعلق بالفحص الفني للسيارات قال ديب إن هذا الأمر كان يسوده الكثير من الفساد خلال فترة النظام البائد، مشيراً إلى أن الفترة القادمة ستشهد معايير مختلفة لهذا الفحص تمنع السيارات من العمل ليتم إرسالها إما إلى معمل حديد حماه أو لاستبدالها وفقاً لما هو معمول به عالمياً، مختتماً حديثه بالإشارة إلى أن السيارة التي كانت حلماً للسوريين في السابق، باتت حلماً قابلاً للتحقيق بفضل الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة الجديدة.
نعمان أصلان