الوحدة :17_3_2025
نحن شعب يمل منا الصبر، وسرعان ما ننهض بعد كل وجع، ويستيقظ النور في داخلنا المعتم، فالنور يخرج من عود ثقاب مظلم يشعل نار فوانيس الزيت ومواقد الحطب وحتى البطاريات لنبدد ظلمة ليالينا ووحشة الصمت والفراغ، ولطالما كنا من المتفائلين عندما شق نور الكهرباء رحم ظلمتنا وأطل نافحاً في عروقنا وشرايين بيوتنا فرحاً وجمالاً ليتدفق الأمل والحياة كما الماء ويملأ قلوبنا المتعبة التي نتخبط فيها ونتعثر على العتبات، لتشرق أساريرنا الكئيبة التي جعلتنا نلقى عسراً في كثير من اللحظات باجتذاب ضحك أو فرح خوفاً من الفقدان.
ولكننا متفائلين كما في قول لبيرون (المتفائل إنسان يرى ضوءاً غير موجود، والمتشائم يرى ضوءاً أمامه ولا يصدقه)، أما وقد جاءت الكهرباء بعد انقطاع لأيام، والمشهد الجليل مسمراً تحت عيوننا وبصرنا، فلنصدق أن الضوء أمامنا ينضح وهجاً ولو كان فيه انقطاعات، ولنتمسك بالأحلام والكهرباء لتبقى على مدى لا يطلنا منه غياب، وعساها تسكننا حضوراً دائماً وأبدياً.
هدى سلوم