الوحدة :24_2_2025
أسباب وراثية لمرض السكري الفئة الثانية، وأخرى تتعلق بنمط الحياة من دون أن يكون لدى هؤلاء استعداد وراثي، سوى أن ضغوط الحياة اليومية وطبيعة التغذية تعززان من احتمال مثل هذه الإصابة.
ومن الجوانب المثيرة في هذا المرض أنه ممكن أن يصيب الإنسان على حين غرة، لا بل الاختصاصيين يؤكدون أن الأمر بات يتعلق بوباء يضرب بجذوره عميقاً في التاريخ الإنساني إذ كان موجوداً دائماً في العصور القديمة، ويعزو ازدياد أعداد المصابين إلى قلة الحركة اليومية وممارسة الأعمال المكتبية، إضافة إلى العادات الغذائية والتركيز على الدهنيات والكاربوهيدرات بشكل أساسي، مايؤدي إلى زيادة الوزن حتى السمنة المفرطة، لأن تراكم الدهن في منطقة البطن عند المصابين بالسمنة يؤدي إلى تعطل وظيفة الإنسولين ويقلل من تأثيره في معادلة نسبة السكري في الدم،
كما أن زيادة أعداد المصابين بهذا المرض تعود في جزء منها، وبخاصة في البلدان المتقدمة، إلى ارتفاع أعداد كبار السن في هذه المجتمعات، ومع هذا فإن من يعانون عدم انتظام التغذية، ويتبعون نهج الحياة المدنية المليئة بالتوتر وقلة الحركة، يمكن أن تتطور لديهم الإصابة بهذا المرض خلال سنوات قلائل، بغض النظر عن فئاتهم العمرية.
وعلى الرغم من استبعاد الكثير من الأطباء للتأثير الحاسم للعامل الوراثي في الإصابة بهذا المرض، إلا أن آخرين يجدون أن وراثة الإنسان وانتماءه إلى عائلة لديها استعداد وراثي للإصابة بالسكري يظل سبباً قوياً للإصابة، والبعض يرجع السبب إلى عوامل بيئية تشمل المناخ، وما يمكن أن يمثله من عائق للحركة الجسدية وطبيعة الغذاء الذي يتوافر في بيئة دون أخرى.
ومع هذا فإن سكري الفئة الثانية لا يعد حتماً مقضياً لا يمكن السيطرة عليه، اذ يمكن اعتماد عقاقير فعالة تعادل نسبة تحلون الدم، مع التركيز على خفض الوزن وانتهاج طريقة معتدلة في الغذاء، وهذا يعني عدم وجود حمية شديدة، بل تذوق كل شيء ولكن باعتدال؟ والابتعاد عن المواد الدهنية واللحوم المقددة وتعد المشروبات الكحولية خطراً داهماً لما تحتويه من سعرات حرارية عالية.
لمي معروف