الوحدة:16-2-2025
شوارع اللاذقية (مبسوطة)، أرصفة اللاذقية (مبسوطة)، ساحات اللاذقية (مبسوطة)، الأزقة، النواصي، الحدائق(مبسوطة)٠ بسطات البضائع تملأ الفراغات المناسبة وغير المناسبة في المدينة. والناس يتجولون بين البسطات في مشهد ازدحامي تختلط فيه الأرجل بالأيدي بالأنفاس بالأصوات، ويضيع فيه حابل التبضع بنابل التبسط.
أزمة لقمة العيش قديمة جديدة لكن هذه بأسلوب مختلف، في اللاذقية نحن على موعد مع مختلف أنواع البسطات لبيع البضائع التركية الغذائية والكهربائية منها، وألبسة البالة، والوقود بأنواعه، وآخرها بسطات لتصريف العملات النقدية. كل هذا ينطوي تحت مسمى فوضى الشوارع، والبحث عن لقمة العيش الصعبة.
لا اختلاف بأن البلد يمر في حالة اقتصادية صعبة لا يحسد عليها، ولا يخفى على أي مراقب للمشهد مراعاة الحالة الإنسانية لأصحاب البسطات التي قد تكون هي مصدر رزقهم الوحيد، والمواطن سيطرق باب تلك البسطات حكماً ليؤمن احتياجاته اليومية بأقل الأسعار. لكن انتشار البسطات في الشوارع هو ظاهرة تدل على انفلات اقتصادي يؤثر بشكل كبير على كافة الصناعات المحلية والوطنية لأنه من الطبيعي في ظل سعر صرف عالي لليرة السورية أن يسعى المستورد لاستيراد السلع الأجنبية لتغطية حاجات السوق المحلية، وهذا سلوك خطير لما يحمل من تبعات على الاقتصاد الوطني بإنهاكه، إضافة لتأثيره على استبعاد اليد العاملة من سوق العمل في المصانع أو الورشات الصغيرة.
صحيح أن البسطات أمنت فرص عمل للكثير من العاطلين عن العمل، أو ممن فقدوا وظائفهم فكانت بمثابة طوق نجاة من اللجوء لأساليب غير قانونية في تحصيل الرزق وكسب العيش، لكنها في المقابل أثرت بشكل كبير على أصحاب المحال التجارية المالكين والمستأجرين منها، وعلى العاملين في مختلف القطاعات الٱنفة الذكر، إضافة إلى أنها تفتقر إلى الجودة والمراقبة الصحية. فهي منتجات مهربة، وقد تكون مخالفة للمواصفات القياسية المحلية والدولية.
الجمود الاقتصادي و تبعياته يعتبر مشكلة كبيرة في حال عدم تدخل الحكومة، والنظر إليه بطريقة منطقية و إسعافية.
فليس المطلوب فقط تنظيم البسطات في أسواق شعبية في كل المحافظات السورية على شكل أكشاك مرتبة ومأجورة من قبل البلدية بأسعار رمزية، بل يتوجب إعادة تدوير عجلة الإنتاج في المعامل والمصانع لتبدأ اليد العاملة بالبناء من جديد، ولتشغيل أكبر عدد من صغار الكسبة.
يتوجب البدء بمبادرات جدية لمعالجة هذه الظاهرة التي تبدأ ببسطة وتنتهي بورطة.
شروق ديب ضاهر